ava-moussa-El-aswad
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات افا موسى الاسود ترانيم-افلام-قصص-معجزات عظات-روحانيات-سير قديسين قسم خاص للبابا شنودة قسم خاص للبابا كيرلس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف أتوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

كيف أتوب Empty
مُساهمةموضوع: كيف أتوب   كيف أتوب Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 10:44 am



[size=21]كيف اتوب ؟
( أ ) الحذر من اليأس
+ قال القديس انطونيوس
"
كثيرون يسقطون ثم يقومون الي حالة من الصحة والاستقامة ولكن يوجد من
يسقطون من أعمال صالحة الي أشياء دنسة ونجسة ، فالذي يسقط ثم يقوم أفضل من
الذي يقوم ثم يسقط .

+ قال مار أسحق :
اذكر عظم خطايا القدماء الذين سقطوا ثم تابوا ومقدار الشرف والكرامة اللذين نالوها من التوبة بعد ذلك لكيما تتعزي في توبتك .
+ قال القديس موسي الأسود :

الذين يريدون أن يقتنوا الصلاح وفيهم خوف الله فأنهم اذا عثروا لا ييأسون
بل سرعان ما يقومون من عثرتهم وهم في نشاط واهتمام أكثر بالعمال الصالحة .

+ قال الأب أبيفانوس :
"
ان الله يترك للخطاه رأس المال ازاء توبتهم ، مثل الزانية والابن الشاطر ،
فأما الصديقون ، فأنه يطلب منهم رأس المال مع ربحه ، اذ قال له المجد
لتلاميذه :

" ان لم يزد بركم علي الكتبة والفريسييون فلن تدخلوا ملكوت السموات .
+ قال أنبا ايليا :
" أي مقدرة للخطية حيث تكون التوبة " .
+ سئل شيخ :
"
ان كان الله يقبل توبة الخطاة . فرد علي سائله قائلا : " أخرني أيها
الحبيب لو أن ثوبك تمزق ، فهل كنت ترميه ؟ قال : " لا ، ولكني أخيطه
وألبسه : . فقال الشيخ :

" ان كنت أنت تشفق علي ثوبك الذي لا يحبا ولا يتنفس ، فكيف لا يشفق الله علي خليقته التي تحيا وتتنفس ؟ ‍ .
+ سأل احد الاخوة الأب بيمين قائلا :
" يا أبي ، ان وقع انسان في خطيئة ورجع ، فهل يغفر الله له ؟ "
فقال له الشيخ :
" ان كان الله قد أمر الناس بأن يفعلوا هذا ، أفما يفعله هو ؟ نعم ، بل وأكثر بما لا يقاس ، اذ هو نفسه الذي أوصي بطرس بهذا عندما.
قال له :
أن اخطأ الي اخي سبع مرات أأغفر له ؟
فقال له سيدنا المتحنن :
" لا أقول لك سبع مرات بل الي سبعين مرة سبع مرات .
+ سئل القديس باسيليوس :
" كيف يكون حال من صعب عليه اتمام قانون التوبة ؟
" فأجاب وقال :
"
حال ذاك يجب ان تكون حكاتل ابن مريض وفي شدة الموت بالنسبة لأبيه الخبير
بصناعة الطب والذي يرغب في مداواته ، فلمعرفته بصعوبة وصف الأدوية والتعب
الكثير في ثناعتها ، وبخبرة أبيه في الطب ، ولأن قلبه يطيب بمحبة أبيه له
، ولرغبته كذلك في الشفاء ، فكل هذه العوامل تجعله يرسخ لمداواته فيمكنه
من نفسه أن يتداوي ويحيا ، كذلك يصعب عليه قانون التوبة ، فليترك الأمر
بين يدي معلمه " .

+ سأل أخ الأب شيشوي قائلا :
" ماذا أفعل يا أبتاه ، فقد سقطت ؟
قال له الشيخ :
" انهض أيضاً قال الأخ : " نهضت ثم سقطت ثانية : ،
فأجابه الشيخ :
" أنهض أيضاً " ، فقال الأخ " " الي متي أيها الأب ؟ "
فقال له :
" الي أن يؤخذ ، أما في الخير واما في السقطة ، لأن الانسان فيما يوجد فيه يؤخذ " .

+ قال بعض الشيوخ :
"
احرص بكل جهدك لئلا تسقط ، لأن الوقوع لا يليق بالمجاهد القوي ، فان عرض
لك أن تقع ، للوقت اطفر واستمر في الجهاد ، ولو عرض لك ربوات من المرات
لتربح النعمة ربوات من الدفعات ، وليكن ذلك – أعني النهوض والقيام – الي
حين موتك ، لأنه مكتوب :


ان سقط البار سبع مرات في النهار – يعني طول الدهر السباعي – فأنه يقوم
سبع دفعات ، انك تحسب مع القائلين ما دمت ممسكا بسلاح التوبة بدموع ،
فتذرع بهذه الوسيلة الي الله لأنك وان سقطت ، فانك تمدح بالاكثر ما دمت
ملازما للرهبان ، مثل جندي شجاع يقبل الضربات مواجهة ، حتي ولا في حال
ضربهم اياك أن تتراخي ووباعد ، ولكت أن انفصلت عن الرهبان فانك تضرب علي
ظهرك كهارب جبان طارح سلاحه " .

+ قال شيخ آخر :
"
اني رأيت قوة النعمة الالهية الحالة في عماد النور – هي كما هي – حالة في
وقت التسربل بالزي الاسكيمي ، أما الذي يطرح عنه زي الرهبنة فلاحظ له مع
المؤمنين ، بل سوضع مع جاحدي الايمان ، ويعاقب متي لم يتب الله توبة من كل
قلبه " .

+ قيل عن اخ :
"
أنه وقع في تجربة ، ومن الشدة ترك اسكيم الرهبنة ، لكنه رجع وندم ، وأراد
أن يبدأ في تدبيره الأول فساعده الرب ولم يتركه حتي خلص من مناصب العدو .


توبة امرأتين


وحدثنا ( شيخ ) عن أحد الأساقفة ، أن أقواما علمانيين ، عرفوا الأسقف عن
أمرأتين مؤمنتين ، يتصرفان في غير سيرة العفة . فتألم الأسقف بسببهما ،
وأدام التضرع الي الله اسمه طالبا اليه أن يعرفه حقيقة ما قد سمع ، فنال
ذلك . وهو انه بعد القداس ، أبصر نفوس الذين تقدموا لينالوا الأسرار
الالهية ، وتأمل كل واحد وأبصر وجوه الخطاة سوداء ، ومنهم من كان محترقا ،
ومنهم من عيناه كمثل النار مبقعة بلون الدم . ورأي آخرين وجوههم بهية ،
وأفواههم بيضاء . ورأي قوما لما أخذوا جسد ربنا أضاءت أجسادهم . وكان فيهم
آخرين مضيئين , وأذ أخذوا جسد ربنا أضاءت أجسادهم . وكان فيهم قوم من
أصحاب السيرة الرهبانية وآخرين من أصحاب السيرة الزوجية ثم تقدم الي
النساء ليعطيهم السرائر المقدسة ، فرأهن عليتلك الحال . واذ نظر الي
المرأتين اللتين ثلبوهما عنده . وعند دخولهما ليأخذا جسد المسيح صارتا
أيضاً لامعتين بضوئهما . فعاد الأسقف الابتهال الي الله طالبا أن يعرفه
معني ما كشفه . واذ ملاكا ظهر له

وقال :

أما المرأتين اللتين عرفوك بهما ، فان الذي قيل عنهما صحيح .وأنهما فكرتا
في خطاياهما ورجعتا الي الله بقلب صالح متضع ، وابتعدتا عن خطيئتهما
ورجعتا بالدموع والسهر والتضرع والاقرار بالخطايا . فقبل الرب توبتهما ،
وانهما في طريق العفة والصدقة والمحبة لله .

فقال الأسقف للملاك :
"
أنا متعجب كثيرا ، ليس من انتقال المرأتين ، لأن هذا قد صار لكثير من
الناس . لكن تعجيبي من موهبة الله اذ لم يجلب عليهما العقوبات فقط ، لكنه
أهلهما لمثل هذه النعمة . فقال له الملاك : أمنا أنت فانك انسان وأما
سيدنا والهنا فهو بالطبع صالح ومتحنن علي الذين يكفون عن خطاياهم ويرجعون
اليه ساجدين معترفين ، ليس من شأنه ان يرسلهم الي العذاب ، يسكن عنهم رجزه
وغضبه ويمنحهم كرامته لأنه أحب الناس هذا الحب حتي بذل ابنه الحبيب من
اجلهم . وأن كان أهل العالم أعداء له ، اختار ان يموت عنهم أفما يليق به
علي الأمر الأكثر اذا رجعوا وندموا علي ما فعلوه ان يزيل عنهم العقوبات
ويهب لهم الخيرات المعدة . وأعلم أن رحمته تغلب علي خطايا البشر ، اذا
عادوا وتابوا عنها لأنه لم يزل رحوما عارفا بضعف البشر ، فلذلك مغفرته
واسعة .

فقال الأسقف :
اشتهي ان تعرفني اخترف وجوه الشعب عندما أتوا لأخذ الأسرار المقدسة .
فقال الملاك :

أما الذين وجوههم بهية فهم أصحاب العفة والطهارة والعدل ، وهم ودعاء
ورحومون .وأما المسودو الوجوه فهم أصحاب الزنا والفسق .وأما الذين وجوههم
وعيونهم مبقعة ، فهم اصحاب الخبث والضجر والوقيعه والافتراء .

ثم قال الملاك للأسقف :

ان كنت تؤثر خلاصهم ، فعرفهم بعظاتك وردهم الي التوبة . لينتقلوا من سوء
الاعمال الي سيدنا يسوع المسيح الهنا ، الذي مات عنهم وقام من الموت ،
واجتهد واحرص في العناية ، وعلمهم ان لا يقطع أحد منهم أيامه من رحمة
سيدنا يسوع المسيح الذي له المجد الي ابد الآبدين .

+ حدث مرة أن اتي القديس بولس البسيط تلميذ الأب أنطونيوس الي الاسقيط .

لافتقاد الأخوة كعادته ، ولما دخلوا الكنيسة ليكملوا القداس ، كان يتأمل
كل واحد من الداخلين ، ويعرف الحال التي عليها نفسه ، وكان يري مناظرهم
بهجة وملائكتهم تتبعهم مسرورة . وعاين احدهم أسودا كله ، وشياطين سمجة
محتاطة به يجرونه ، وملاكه يتبعه من بعيد عابسا ، فلما رأي ذلك بكي وقرع
صدره مرات ، وخرج من الكنيسة باكيا ، فخرج اليه الاخوة قائلين .

لماذا تبكي يا أبانا ؟

وطلبوا اليه أن يدخل معهم للقداس ، فأمتنع وجلي علي باب الكنيسة منتبا جدا
، ولما كملت الصلاة وخرجوا كان يتطلع اليهم أيضاً ، مؤثرا أن يعرف خروجهم
فرأي ذلك الأخ الذي كان قد دخل علي تلم الخال السمجة ، محتاطة به يجرونه ،
وملاكه يتبعه من بعيد عابسا ، فلما رأي ذلك بكي وقرع صدره مرات ، وخرج من
الكنيسة باكيا ، فخرج اليه الأخوة قائلين :

لماذا تبكي يا أبانا ؟ "

وطلبوا اليه أن يدخل معهم للقداس ، فامتنع وجلس علي باب الكنيسة منتجا جدا
، ولما كملت الصلاة وخرجوا كان يتطلع اليهم أيضاً ، مؤثرا أن يعرف خروجهم
فرأي ذلك الأخ الذي كان قد دخل علي تلك الحال السمجة ، قد خرج بهي وهم
مكمدون ، أبيض الجسم ، وملاكه ملاصق له مسرور ، والشياطين يتبعونه من بعيد
وهم مكمدون ، فصفق القديس بولس بيده مسرور ، ووثب بفرح عظيم مباركا الله
أبا الصلاح .

بصوت عالي قائلا :

" هلموا أبصروا أعمال الله الموهوبة المستحقة كل ذهول وعجب ، هلموا أبصروا
أعمال الهنا الصالح الذي يشاء خلاص كل الناس ، ومحبته للبشر التي لا يلفظ
بها ، هلموا نسجد ونخر قائلين : " انت وحدك يا الهنا قادر أن تنزع كل خطية
" فحضر الكل لسماع اقواله ، فأخبرهم بما ظهر له ، وسأل ذلك الأخ أن يعرفه
السبب الذي من أجله وهب الله له تبديل تلك الحالة النقية ، فقال بمحضر من
الكل : " أني منذ زمان طويل عائش في النجاسة الي أبعد غاية ، فلما رأيت
الأب باكيا جدا ، ابتدأ قلبي في أن يتخذ احساسا ، فأنصت الي القراءات ،

فسمعت أشعياء يقول :

" أغتسلوا صيروا انقياء ، أزيلوا شروركم من امامن عيني ، تعلموا أن تصنعوا
حسنا ، وتعالوا نتناظر يقول الرب ، أن كانت خطايكن كالبرفير تبيض كالثلج
وان احمرت كالبقم ( كالدودي ) . أجعلها كالصوف النقي " فلما سمعت أنا
الخاطي هذا الكلام ، ضعف قلبي وقلت أمام الله ، أنت الاله المتحنن الذي
اتيت لخلاص الخطاة ، يا من قلت : " أنه يكون فرح في السماء قدام ملائكة
الله ، بخاطيء واحد يتوب" ، والآن ياربي ، ما وعدت به بفم نبيك تممه في
أنا الخاطي ، واقبلني تائبا ، وها أنا منذ الآن لا أصنع شيئا مما كنت
أصنعه من الآثام ، وسوف أخدمك بكل طهارة الي ىخر نسمة من حياتي ، وعلي هذا
العهد خرجت من الكنيسة " . فلما سمع الآباء ذلك صرخوا بصوت واحد .

قائلين :

" لقد عظمت أعمالك يارب ؟ كلها بحكمة صنعت " .ومن ذلك الوقت عاش ذلك الخ
بكل نقاوة وأرضي الله بسيرة فاضلة ، فعلينا ألا نقطع رجاءنا من مراحم
الهنا ، لننا اذا أتينا اليه ، لا يطالبنا بسالف أعمالنا ، لأنه كوعده
الصادق يغسل الراجعين اليه بكل قلوبهم ويبيضهم كالثلج له المجد دائما .

+ كان قسيس القلالي :

قد أعطي نعمة من الله أن ينظر الأرواح النجسة عيانا ، وكانوا يخافون منه ،
وذات يوم بينما كان ذاهبا الي الكنيسة الجامعة ، واذا به ينظر جماعة من
الشياطين خارج قلاية أخ فوجد بعضهم في شكل نساء يرقصون ويغنون غناء مطربا
ويقولون مالا يجب سماعه ، ووجد البعض منهم في شكل صغار يرقصون ، والبعض
الالآخر مختلفين في أعمال رديئة ، فتنهد الشيخ قائلا : " بلا شك أنه يوجد
في داخل هذه القلاية راهب في أتون نار ، بسبب هذه الرواح النجسة المحيطة
بقلايته ، فلما أكمل القس صلاته في الكنيسة ورجع – اذ أن النجسة المحيطة
بقلايته ، فلما أكمل القس صلاته في الكنيسة ورجع – اذ أن الصلاة هي بدء كل
عمل – قرع باب قلاية بعضها ، وجلسا ، ثم بدأ الشيخ المبارك الممتليء نعمة .

يقول للأخ :
"
أيها الأخ ، اتيت اليك لعلي أجد عندك راحة ، لأن القلاية التي أنا مقيم
فيها قد أمتلأت بالشياطين ، وقد أغتصبوها مني ، لأنهم وجدوا راحتهم داخلها
، لأني كل يوم في طاعتهم ، صانعا لهم ما يريدونه ، ولما كان هذاالنهار ،
ما استطعت ان ابقي معهم بسبب سوء عملي ، فأنا أسألك أيها الأخ الحبيب
منأجل المسيح أن تصلي عني كل يوم صلاة ، لعلي أجد راحة ، فقد أوشك الرجاء
أن ينقطع مني "

فلما سمع الأخ كلام الشيخ ، لكم علي وجهه ، واثار التراب علي رأسه .
وقال له :

" أيها الشيخ ، أنت مصباح البرية وضياؤها ، وتقول لي هذا الكلام ، آه لو
علمت ما أنا فيه ، وبدأ يخبر الشيخ ، فبسرعة ضرب له الشيخ مطانية راجيا
منه ألا يذكر قدامه شيئا ، لأن الكلام الرديء يخفض القلوب المستقيمة ،
وينجس الأسماع


حينئذ كف الأخ عن الكلام وقبل مطانية القس ، ولما من عنده قام الأخ يصلي
علي الشيخ ، وبدأ يقول لنفسه : أيها الشقي ، أنت قائم لتصلي . وينوح ويضرب
المطانيات ويذرف الدموع الغزيرة ، وأقام علي هذه الحال أسبوعا ، وفي السبت
التالي ، مضي القس الي البيعة وعبر علي باب قلاية الأخ فوجد الشياطين
قياما علي بابها غير قادرين علي دخولها ، ويهتمون بهدم أسوارها ، فعلم
القس أن الأخ قد نجح في الصلاة ، ففرح وقرع باب قلاية الأخ ، فخرج الأخ
وقد فلما بدأ الشيخ بالسؤال عن حاله ، لم يفتح فاه من الحزن والكآبة ،
وكان يقول :" أتري يا ابي هل أعود فأحسب منالرهبان ، طيب النفس لتناول
الأسرار المقدسة ، فرحان القلب ؟ ويلاه ، متي يعود يبني ما قد أنهدم ؟ وما
ابعد الطريق علي ؟ بهذا الكلام كان يجاوب الشيخ ن ولا يدري ما كان يهدف
اليه الشيخ فخرج الشيخ من عنده وهو يقول :


تباركت يارب اله الجنود السمائين والرضين ، لأنك تقبل الخاطيء اذا رجل
بتوبة نقية ،وتعده أفضل من الذي قضي عمره كله في مرضاتك " ، وأقام الأخ
علي مثل هذه الحال أسبوعا آخر ، فعند وقوفه علي باب قلاية الأخ ، وثبت
عليه الشياطين الذين تحالفوا علي مقاتلة الأخ ، وقطعوا ثياب الشيخ ونتفوا
شعر الحيته قائلين :


اما يكفيك أن قلايتك لا نستطيع العبور عليها ، حتي ولا علي جيرانك ، وأخ
أحد لنا في هذه الجملة ، جعلته عدوا عظيما يتعدي علينا النهار كله والليل
، قد أحرقنا شرار صلاته ، فلاما تركوه هكذا ، قرع باب قلاية الأخ ووجده
متعبا ، فلما اراه حالته سأله الأخ قائلا :

" ايها القس ، من الذي صنع بك هكذا ؟ "
فأجابه قائلا :
"
انهم أصدقاؤك الآن " وبدأ يشرح له من أول عبوره عنده لغاية تلك الساعة ،
ولما علم الأخ بحقيقة الحال ، شكر الرب الذي افتقده علي يد القس ، وهكذا
انصرف الشياطين باكين حزاني ، وبمعونة الرب وصل الي طقسه الأول وأكمل
قانونه المقدس .

+ وقال القديس برصنوفيوس :
حدث مرة لأخ أن آذاه اللصوص ، فخاف جدا وبمعونة الله خلص ، فأخبر الشيخ عن انزعاجه وسأله ان يصلي عليه .
فقال الشيخ :

" يا ولدي : ان الله لا يتركنا أن لم نتباعد تحن عنه لأنه يقول : " لا
أتركك ، لا أهملك " ، ولكن قلة ايماننا هي التي تعجلنا نجبن ونخاف من
اللصوص الذين حضروا اليك حتي ولو كانوا أكثر من مركبات فرعون وجنوده .


وقد علمت أنهم بكلمة الله وعزته قد غرقوا في البحر ، ألا نذكر المكتوب عن
الذين جاءوا لأخذ اليشع كيف أصابهم العمي . والكتاب يقول : " الرب يحفظك
من كل سوء ، الرب يحفظك ، الرب يحفظ دخولك وخروجك " .

وكيف ننسي القائل :

" أن عصفورا لا يسقط علي الأرض بدون أذن أبيكم السماوي ، وأنكم أفضل من
عصافير كثيرة " ، والجبن هو وليد قلة الايمان وهو منتهي قلة الرجاء ، وهو
يرخي القلب ويجتذب الناس من الله الي بلدة الهلاك ، فلنفر منه يا ولدي
ولننبه يسوع ربنا النائم فينا قائلين : " يا عظمتنا خلصنا ؟،وهو ينتهر
الريح ويسكن الأمواج ، لنترك الآن القصبة المرضوضة ونلتمس عصا الصليب التي
شقت البحر وأغرقت فرعون الفعلي ،ونتكل ملقين أنفسنا علي الذي صلب من أجلنا
، لأنه يعرف كيف يرعانا نحن غنمه ويطرد عنا الذئاب الردية . يا ولدي . أني
لمتعجب منك كيف تفرع من العبيد الوقوف خارجا ، ولا تفكر في السادة الذين
هم من داخل ، لأن اللصوص المحسوسين هم عبيد الشياطين اللصوص الفعليين ،
فينبغي لك أن تعرف بالنعمة أن اللصوص اتوك ولكن المسيح لم يتركك ، فأسرع
أنت في طلبه ، واساله أن يعينك لأنه مكتوب :" الرب قريب من الذين يدعونه ،
والذين يرغبون اليه بالاستقامة ، وهو يصنع مشيئة خائفيه ويسمع طلباتهم
ويخلصهم فاقترن بسيدك ملتصقا به وهو يطرد عنك كل الأقوياء ، ويبطل قوتهم "

( ب ) الاسراع الي التوبة

+ قال القديس أنبا انطونيوس :

أطلب التوبة في كل لحظة ، ولا تدع نفسك للكل لحظة واحدة .

+ قال القديس أنبا باخوميوس :


لا تؤجل التوبة لئلا يفاجئك المرسلون ويأخذوك وأنت غير مستعد فتصيبك شدة
عظمة وتعاين حينئذ الوجوه الشنيعة التي تحيط بك بقساوة وتمضي بك الي
المنازل المظلمة المملوءة فزعا ونيرانا . تيقظ بكل قوتك كي تكون أمينا علي
مال سيدك وتدخل الي ملكوته بفرح .

+ قال شيخ :
" أني أهوي الرجل الذي يخطيء ويندم ويقر بخطئه ، اكثر من الرجل الذي يعمل الصلاح ويكزي نفسه " .
+ قال القديس باسيليوس :
"
جيد ألا تخطيء ، وأن أخطأت فجيد ألا تؤخر التوبة ،وأن تبت فجيد أن لا
تعاود الخطية ، واذا لم تعاودها فجيد ان تعرف ان ذلك بمعونة الله ، واذا
عرفت ذلك فجيد أن تشكره علي نعمته وتلازم سؤاله في اراحة معونته .

+ قال انبا تيموثاوس :
"
اذا أنت سقطت فلا تتوان ، ولا تكسل ، بل قم بسرعة، واذا ضللت أسرع بالرجوع
الي خلف حتي تجد الطريق المستقيمة ، لأن الطريق المستقيمة حسنة جدا وليس
فيها دوران ، ولا تحتاج الي طول الزمان ، بل بسرعة تصل الي مدينة السلام .

( ج ) محاسبة النفس

+ قال مار اسحق


اذا ما أفرزت نفسك للتوبة ، فكل يوم لا تصادفك فيه محقرة لا يكون له حساب
عندك ، وكل يوم لا تجلس فيه ساعة بينك وبين نفسك ، متفكرا بأي الشياء
اخطأت ، وبأي أمر سقطت ، لتقوم ذاتك فيه ، فلا تحسبه من عداد أيام حياتك ،
الويل لمن لا يبكي ، ولا يتضايق ، ولا ينقي عيوب نفسه ، ما دام هناك وقت
للتوبة ، لأنه هناك بغير ارادته بأمواج النار ينقيها ، حتي يوفي آخر فلس
عليه ، الذي هو الزلة الصغيرة .

- كن مضيقا علي نفسك ومحزنا لها لكيما ينطرد العدو من امامك .
- اصطلح أنت مع نفسك فتصطلح مع السماء والأرض .
- افحص ذاتك باستقصاء ، وانظر بأي نوع زلت ، واطلب من الله أن يغفر لك .
- دن نفسك وحدك في اعمالك ، حتي لا تنخدع بالاهمال والتهاون .
- افحص كل يوم فيم انت عاجز فيه ، لئلا تتعب وقت شدتك .
- الانسان الذي يغضب ذاته دائما . ليتدبر بمقتضي حكم النية ، لن يخطيء بلا توبة .
- من كان قلبه غير منسحق وغير محزون من الله ، فلن ينعتق من الطياشة .
- من يصالح نفسه آخر ممن يصالح شعوبا ، وهو مغتصب منقسم علي ذاته .
+ قال شيخ :
يجب أن نحاسب نفوسنا كل يوم ونفتقد حياتنا بالتوبة .
+ قال الأب نستاريون :

يجب علي الراهب ان يحاسب ذاته كل مساء وكل صباح ، ماذا صنعنا مما يشاء
الله ، وماذا عملنا مما لا يشاء الله ، لأنه هكذا عاش الأب ارسانيوس وهكذا
نفتقد ذواتنا كل ايام حياتنا ، لأن الانسان اذا عمل الكثير ولم يحفظه فقد
أتلفه أما يعمل قليلا ويحفظه ، فانه يبقي معه .

+ وقالت القديسة سفرنيكي :
"
اذا أخطأنا الي ملوك العالم . السنا بغير ارادتنا نلقي في السجون ونعاقب ؟
فسبيلنا من أجل خطايانا أن نحبس انفسنا ، ونعاقبها بالأتعاب ، لكي نطرد
الذكر الطوعي بالعذاب العتيد " .

+ سئل مرة القديس آمونت الأسقف :
" ما هي الطريق الضيقة الكربة ؟ "
اجاب :

" أن الطريق الضيقة الكربة هي هذه : أ، يراقب الانسان فكره ، ويقطع بوجه
خاص هواه ، وهذا هو ما يقصد بذلك القول " قد تركنا كل شيء وتبعناك " .

سؤال :
كيف يستطيع انسان خاطيء ان يبتغي الرب في كل حين ؟ "
الجواب :
" لقد طلبت من الله أن يعرفني جواب سؤالك .
فقال لي :

" طهر قلبك من كل أفكار الانسان العتيق وأنا أجيبك الي سؤال قلبك لأن
مواهبي انما تكون في الأطهار ولهم تعطي ، وما دام قلبك يتحرك بالغضب
وبالحقد وبسائر الأوجاع العتيقة ، فلن تدخل فيه الحكمة ، ان كنت تشتهي أن
تنال نعمتي ومواهبي فاخرج العدو وابعده عنك . ومواهبي منها وبها .. تأتي
اليك .


ألم تسمع أن عبدا لا يقدر أن يخدم ربين ؟ فان كنت عبدي فلا تخدم الشيطان
وان خدمته فلا تظن – فمن يشتاق الي مواهبي فليقف آثاري ، لأن المشتبه
الحمل لا شر فيه لقد قبلت الأوجاع كلها ولم أكلم فيها بشرا . ومع أني
اوصيكم بأن تكونوا ودعاء مثل الحمام ، اذ بي أجدكم وقد أتخذتم لأنفسكم
قساوة الأوجاع – فانظروا لئلا اقول لكم :" أمضوا الي سعير ناركم التي
اضرمتموها ".


وعندما سمعت ذلك صرت أبكي ليتحنن علي كصلاحه ، ولينجيني من شر الانسان
العتيق ويبلغني الي الانسان الجديد لكيما أقبل كل ما يأتي علي بشكر فصل من
أجلي كي أهرب من تزكية نفسي .

+ قال بعض الآباء :
"
أن الله يحتمل خطايا العالم ، أما خطايا أهل البراري فلا يحتمل لأن مما
يطالب به أهل العالم يختلف عما يطلبه ممن قد تخلوا عن العالم . لأن من هو
في العالم له أعذار كثيرة ، فأما نحن فأي عذر لنا ، نحن الذين قد قصدنا
البرية وتغربنا فيها ؟ الحقيقة أن عقابا شديدا ونارا تلتهب تلحق بالعارفين
لمشيئة الرب ولا يسلكون بمقتضاها . " .

+ قال شيخ :
" أن الله يطيل روحه علي خطية العالم ولا يطيل روحه علي خطية البرية " .
+ وقالت القديسة سفرنيكي :
" أن كثيرين يسكنون الجبال ، ويعملون عمل أشر الناس ويهلكون أنفسهم " .

( د ) الاستعداد

+ قال القديس أنطونيوس :

" تفكر في كل يوم انه آخر ما بقي لك في العالم فان ذلك ينقذك من الخطيئة " .
+ وقال مار اسحق :

-
اذا قمت باكر كل يوم ، أذكر انك سوف تعطي جوابا لله عما صنعت فلن تخطيء
مرة أخري ، فكر كل يوم ، انه ليس لك في العالم ، سوي يومك الذي انت فيه
فلن تخطيء أبدا .

- اذكر ملكوت السموات لكي تجذبك شهوتها نحوها ن أذكر ايضا نار جهنم لكي تبغض اعمالها .
- حقا لقد قيل أن مخافة الموت ترعب الرجل الناقص ، أما الذي له في نفسه شهادة صالحة فأنه يشتهي الموت كالحياة .
- + قال الأب ايليا :
" اني أفزع من ثلاثة أشياء : افزع منوقت خروج نفسي من جسدي من لقاء الله ، ومن خروج القضية علي " .

(هـ ) الاعتراف

+ قال القديس أنبا موسي الأسود :

من يتذكر خطاياه ويقر بها لا يخطيء كثيرا أما الذي لا يتذكر خطاياه لا يقر بها - فأنه يهلك بها .
- الذي يقر بضعفه موبخا ذاته أمام الله فقد اهتم بتنقية طريقه من الخطيئة … اما الذي يؤجل.
ويقول :
" دع ذلك لوقته ، فانه يصبح مأوي لكل خبث ومكر " .
صيانة الانسان ان يقر بأفكاره ومن يكتمها عليه . أما الذي يقر بها فقد طرحها عنه .
+ قال مار اسحق :

المريض الذي يعترف بمرضه شفاؤه هين ، كذلك الذي يقر بأوجاعه فهو قريب من
البرء . اما القلب القاسي فتكثر أوجاعه والمريض الذي يخالف الطبيب يزيد
عذابه .

ليست خطية بلا مغفرة الا التي بلا توبة .
+ سئل القديس برصنوفيوس :
" قل لي يا أبي رأيك فيما لو كنا لأحد الأخوة ببعض القتالات ونلتمس منه الصلاة بخصوصها ؟ "
الجواب :
" جيد ان نقر لمن له قوة أن يسمع ، ولا نقر بمن هو بعد شاب وأما ابتغاء الصلاة ، فجيد أن نطلب من كل واحد " .
+ وقال أيضاً :
" شاب لا ينفع شابا حتي ولو سقاه بكأس جميع تعاليم الكتب الالهية فلن ينتفع منه "
+ وسئل أيضاً :
" أخبرني يا أبي أن كان ينبغي أن نخبر المشايخ بكل الأفكار النابعة من القلب ، وهل ينبغي للمصلي أن يعلن صوته أم أنه يصلي بعقله " .
الجواب :

" لا ينبغي للانسان ان يسأل الآباء عن الأفكار التي تنبع من القلب ، لأنها
كثير جدا ، لأن الانسان اذا سمع كثيرين يفترون عليه فانه لا يعتني
بافترائهم ، ولا يهتم به ، فأما أن انتصب له واحد فقط وافتري عليه وقاتله
فحينئذ يجد السبيل كي يستعد له أمام السلطان ، كذلك الحال في الأفكار ،
اما من جهة قراءة المزامير والصلاة ، فلا يجب أن تقال بالعقل فقط ، بل
بالشفتين أيضاً ، لأن النبي هكذا قال : : يارب افتح شفتي ليخبر فمي
بتسحبيحك " . كما يقول الرسول ايضا : " ثمرة شفاه شاكرة لاسمه " . ولا يجب
أن يكون في الصلاة شيء من الأفكار الأرضية ، كما ينبغي ان تكون معقولة
والاتضاع لأن الآباء لم يقدموا شيئا الا بالتعب والاتضاع .

+ جاء الي الأب زينون :

في بلاد سوريا أخ مصري ، وأعلن له أفكاره ، فتعجب الشيخ قائلا : " أن
المصريين اذا ما كان عندهم فضيلة مكتموها ، وما ليس عندهم من الزلات نسبوه
الي انفسهم ،وذلك بخلاف ما يفعل الناس الذين اذا فعلوا خير تكلموا به
وأظهروه ، والزلات يكنمونها " .


+ قوتل أخ من الرهبان بالزني ، فقام بالليل وذهب الي أحد الشيوخ وكشف له
سره ، وسأله أن يصلي من أجله ، فعزاه الشيخ وشجعه ، ولما رجع الأخ الي
قلايته اشتد عليه القتال ، فرجع ثانية الي الشيخ وفعل ذلك مرارا ، وكان
الشيخ في كل مرة لا يحزنه ، ولكنه كان يكلمه بما فيه منفعة نفسه قائلا : "
كلما قاتلك هذا الشيطان تعال وبح له فانه ليس شيء يبعد شيطان الزني مثل
اظهار افكاره وأعماله وفضيحته ، وليس شيء يفرحه غير كتمان ذلك " . فتردد
ذلك الخ علي الشيخ في تلك الليلة احدي عشر مرة ، وهو يكشف له أفكاره
.وأخيرا قال " قل لي عليك لما احتملت ، ولكنت أنت تسقط بالأكثر يا ابني لو
أن الله يدع فكري وقتالي وقفا عليك لما احتملت ، ولكنت أنت تسقط بالأكثر
الي أسفل " فلما قال الشيخ هذا الكلام باتضاع ، كف الله عن الأخ .

+ قال شيخ :
"
لا تكتم خطاياك القديمة وافكارك الشريرة ، فان وج الشيطان فيك دافعا واحدا
مكتوما ، ففيه يطرحك ، لأن ليس للشيطان قوة أن يجر انسانا الي فعل الخطية
، ولكنه اذا أبصر هواه مائلا الي شيء من الخطية ، ففيه يطرحه ، فان رأه
متحفظا يستشير في أموره كلها ، ويطيع لما يشار به عليه ، فلا يقوي عليه في
شيء بالجملة " .

+ اتضاع أسقف :


ذكروا عن احد الأساقفة أنه كان رجلا خائفا الله . وكان العدو يحسده ويريد
ان يلقيه في بعض مصايده . فاتفق انه جربه . ففي العدو يحسده ويريد أن
يلقيه وتلميذه غائب انه جربه . ففي يوم من الأيام كان جالسا في قلايته
وتلميذه غائب عنه ، فدخلت عليه صيبة حسنة جميلة الصورة جدا ،والقت بذاتها
بين يديه ، وصارت تعترف له وتبكي وكشفت وجهها وبدأت تحدثه .


وللوقت القي العدو شبكه واوقعه معها ، فلما أخطأ رجع الي نفسه وارتفعت
غمامة الشر من علي وجهه . ثم ان تلميذه لما دخل عليه وجده متقلبا في اصناف
الويل والعويل علي نفسه ، فتعجب التلميذ غاية العجب ولم يعلم سره وبقي
الأب علي قدميه صائما باكيا اسبوعا كاملا ، ولم يشرب الماء البتة .وفي
سابع يوم وقع علي الأرض ، والتلميذ يبكي معه ، ولم يعلم أحد سره ز ولما
أكمل هذا، خلع ثياب الأسقفية وكان عيد من الأعياد، وترك عكازه وجاء الي
قدام المذبح ورماها .والتفت الي الشعب وقال : الرب من اليوم معكم يا اخوة
، صلوا علي فانني من الآن ما بقيت أصلح ان أكون عليكم مقدما . فلما رأي
الشعب هذه الأعجوبة ،بكي جميع الناس ، من رجل الي أمرأة الي الصغار خارجا
. فأمسكوه


وقالوا :

يا أبانا من جهة الله لا تجعلنا أيتاما منك ، اعلمنا خبرك . فقال لهم : يا
أولادي انا الحزين الخاطيء ، أنا الضعيف الشقي ، انا المرزول . لي اليوم
أربعون سنة اتعب واحزن ، وضيعت الجميع في ساعة واحدة ، لأنني قد نجست جسدي
القذر المنتن الحقير – هذا والبكاء والصراخ يعمل عمله – فصرخوا بأجمعهم
وقالوا : يا أبانا نحن نحمل هذه الخطية علينا وعلي اولادنا ، فلم يقتنع
بشيء من هذه ، فأمسكوه ومنعوه من الخروج البتة . فلما علم أنه مغلوب منهم ،

قال لهم : أي شيء تريدوني أن اعمل ؟


أبدأ لنا القداس . قال : ما أفعل . فصرخ الجميع بصوت واحد وقالوا : من أجل
الله طاعة ولا تخالف . قال : مبارك ولكن علي شرط تعلموا المحبة والطاعة
ولا تخالفوني فيما يصلح شاني . قالوا : نعم . فبدأ القداس ، وبعد اتمامه .

قال لهم :

ما انا اسقفكم أن خالفتموني ومن يخالفني فهو ممنوع من الله . ثم خرج الي
باب الكنيسة . ودعا جميع من في الكنيسة من كبير الي صغير الي امرأة وعبد
وجارية . وقال : من أجل الله كل من يريد أن يخرج يطأ بقدمه علي وجهي ثلاث
دفعات ويقول : يا مسيح العالم اغفر له . ومن يعمل هذا فهو يعرف أي أجر
يناله من المسيح .واذ عملوا كما امرهم وهو ملقي علي وجهه ، والناس يطأون
عليه ، ولما كان آخر شخص يعمل كما عمل الشعب ، اذ بصوت عظيم قد جاء حتي
ارتعب الجميع .

وهو يقول :
ليس من أجل الوطء عليك قد غفرت لك ، لكن لأجل تواضعك واعترافك بخطاياك . فلما استقرت الصوت في ىذان الشعب ، مجدوا الله وانصرفوا ..

+ قسيس :


سأل أخ أحد الأباء أن يرهبنه فأجاب سؤاله ورهبنه وسماه بطرس ، فتكفل به
والده بغير اختيار ومضي به الي موطنه حيث مرض مرضا صعبا ،وانتقل الي الرب
وقد أخذ جوائز أتعابه ، ويشهد له بالدالة عند الله العجائب الصائرة عند
قبره كل يوم .

وقال ايضا :

مرض صديق لي ، فمضت أفتقده ، فقال لي علي ما أري من امري ان الموت قد قرب
مني ، فان رأيت أن اعترف لقدسك بما عملت فقلت له يا أخي : قل بلا حشمة
لاننا كنا خطاة أثمة، وعدونا ابليس يحرضنا علي فعل الخطية ، لكن كثرة
خطايانا ما تغلب رحمة الله ورأفته ، أن نحن رجعنا اليه وتبنا توبة خالصة .


فاعترف بخطاياه بنشاط . وبعد اعترافه جاءه اصدقاءه واقرباؤه يفتقدونه .
فجلسنا كلنا وذلك المريض يتحدث معنا. وفيما هو يتحدث معنا ، التفت بغيتة
بوجهه الي الناحية الأخري من السرير بسلطة مولاه كأنه يتكلم مع سلطان .
ففزعنا كلنا وجزعنا . وظنناه قد نظر أمرا ما ،وهو قد أدام نظرهه نحو
الظاهر له . ثم قال نعم حقيقة هذا عملت لكني قد اعترفت به للقسيس وقال مثل
هذا كثيرا أيضا . وهذه صنعتها وأقررت بها . تكذبون ، هذه ما صنعتها .وقال
هذه فعلت . وهذاما فعلت ، وهذه نعتموني بها

ثم قال :

عن الكتاب الذي تقولون يعلم الرب انني ما شئت اخذه ، بل حركني علي ذلك قوم
آخرون جهلة مثلي قائلين خذه اسرقه من أمك واعطيه للعبد ونعليك دينارا ،
والرب يجازيك عن ذلك ، ثم اجاب بخوف ولكنني اشاء ان تأخذني هذه الساعة فما
أطيق الصبر ثلاثة ايام . ثم قال نمضي فأجابه وانتظرك بعد ثلاثة ايام .
فلما سمعنا نحن فزعنا ودهشنا من الرؤية الغير مرئية ، فرجع المريض الي
ناحيتنا . فقلت له أنا ماذا كنت تقول يا اخي ، ومن كنت تخاطب ؟ فقال لا
تظنوا انني قد جننت ،وان عقلي ما هو ثابت . أنتم عميان ما رأيتم الملاك
والرجال الأمجاد الذين معه ، والجماعة السود الوجوه المقيمين عند الباب .
فقلنا له أي ملاك ، وأي سود عند الباب . فقال الذي كان يخاطبني حتي الأن ،
وجهه يتلألأ أكثر من الشمس ، وثيابه تلمع ضياء ، دهل الي ههنا مع قوم ذوي
قدر ،وجاء بعض السود قباح الوجوه والعيون ،ووقفوا عند الباب يثلبونني ،
ويقولون ما عملت وما لم أعمل .فسألني الملاك ان كان ما يقولونه حقا ؟ فقلت
ما عملت وما لم أعمل . فسألني أنا:وما ذاك الكتاب الذي كنت تقول ؟

فقال لي

ظننت انه لا شيء ولذلك ما اتعرفت به . فقلت له فماذا كان ؟ فقال كان
لوالدتي عبد وعتقته بكتاب واخفت الكتاب لتعظيه اياه عند موتها ويكون
معتوقا يذهب حيث يريد .وكان عبدا خبيثا ، فعامل قوما جهله مثلي وكلفوني
علي سرقة الكتاب ووعدوني بدينار اذا اعطيته للعبد . فانخدعت منهم وسرقت
الكتاب واعطيته للعبد . فبعد اخذ ما عاود خدمة والدتي . ولما فتشت علي
الكتاب ولم تجده صعب عليها ولعنت سارقه ،وكنت أسمع لعنتها وما اكثرت لها
ولا اعترفت بالكتاب . هذا هو ا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
 
كيف أتوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ava-moussa-El-aswad :: -----====((((المنتدى العام والثقافى))))====----- :: المنتدى العام-
انتقل الى: