ava-moussa-El-aswad
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات افا موسى الاسود ترانيم-افلام-قصص-معجزات عظات-روحانيات-سير قديسين قسم خاص للبابا شنودة قسم خاص للبابا كيرلس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 12:32 pm

غنى النعمة ووافر السلام لكم جميعاً
من أهم الموضوعات التي تبني حياتنا وتجعلنا نحيا لله بعمق وأصالة هو الإيمان
لذلك سنبحث في هذا
الموضوع في ضوء الكتاب المقدس وخبرة الآباء ، علنا نؤمن ونحيا بالإيمان
السليم لله بكل صدق والتزام دون النظر لضعفنا بل ننظر لقوة الله وخلاصه
الحلو ونأخذ قوة ونشفى من أوجاعنا الداخلية ونحيا معه بكل صدق القلب
بالإيمان الحي الذي يرضيه ...



واليكم فهرس الموضوع وسنكتب كل يوم جزء أو عنوان قصير حتى نركز فيه كل يوم


فهرس موضوع في الإيمان

+ تمهيـــــــــــــــــــــــــــــــــد


* مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
1- ما هو الإيمــــــــــــــــــــــــــــان
2- الإيمان هو رأس الحياة الروحية
3- الإيمــــــــــــــــــــــــان العقائدي
4- كيف نفــــــــــــــــــــــهم العقيدة

* مقدمـــــــــــــــــة

أولاً : تمهيـــــــــــــــــــــــد – معاني الكلمة
ثانياً : شرح معاني الكلمـــــــــــــــــــــــــــة

1- الثقـــــــــة


1- مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
2- الثقـــــــــــــــــــة والأمانة لله :
أ- الإيمان بالله ثقة شديدة بمحبته
ب- الخوف هو عدو الإيمان الأول
3- الثقة والصلاة المتواضعة :
* الشك هو عدو الإيمان الأول
4- ثقـــــــــــــــــة ويقين بفرح

2- الأمانــــــــة


1- مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــة
2- أمانة الله :

أولاً العهد القديم

أ – أمانة اللـــــــــــــــــــه
ب – أمانة الإنســـــــــان

ثانياً العهد الجديد

أ – أمانـــة يســــــــــوع
ب – المؤمنون بالمسيـــح :
1- ما هي علامة المسيحي
2 – كلمة في الختام


3- آميـــــــــــــــــن


مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــة

أولاً : العهد القديم

ثانياً العهد الجديد

* آمين الله وآمين المسيحي

4- الحق والحقيقــــــــــــــــــة


تمهيــــــــــــــــــــــــــــــد

أ – الحق في الديانة
ب – الحق الأخلاقي
جـ - معايير الحق

مقدمـــــــــــــــــــــــــــة

أولاً: العهد القديم:

معنى الكلمة في العهد القديم
1- حقيقــــــــــــــــــــــــة الله
2 – حقيقــــــــــــــــــة الناس
3 – الحق الموحى بـــــــــــه

ثانياً العهد الجديد :

1- تراث العهد القديم
2 – حقيقة الإنجيـــل
أ – الحق والإيمـــــــــــــــان
ب – الحق والحياة المسيحيـة
جـ - التعليم الصحيح والضلال
د – الحق والمسيـــــــــــــــح
هـ - معرفــــــــــــــــــة الحق

ثالثاً : ملخص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: في الإيمان - تمهيد (2)   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 12:36 pm

في الإيمان ( سلسلة موضوع الإيمان - كحياة وخبره )

1- تمهيــــــــــــــــــد



...نرى
المؤمنين عبر الأجيال والعصور يشهدون لإيمانهم ويدونون اختباراتهم مع
الله، وأعظم تلك الشهادات والاختبارات نجدها في الكتاب المقدس نفسه، في
كلا عهديه، القديم والجديد..

ونجد في تلك الشهادات الأمينة والصادقة، إعلان عن إيمان صادق وحقيقي، إيمان مُعاش في واقع الحياة اليومية،
ونجد أن المؤمنين بالله في الكتاب المقدس، قد كشفوا لنا أن الإيمان بالله
ليس موضوع بحث علمي قابل للفحص كاكتشاف نجم في أعلى السماء .

بل الإيمان بالله خبرة الخاطي الضعيف الذي يثق في الله نجاته من ظلمة الفساد والشرور ، وهو أيضاً - لكل من يسير مع الله - [size=25]خبرة حياتية معاشة في الزمن بكل معاناته وآلامه وضيقاته التي لا تنتهي ...


ومن هذا المنطلق نرى إن الكتاب المقدس ليس كتاب علم ولا كتاب فلسفة، إنما هوَّ مجموعة شهادات (1) لعمل الله في البشر وتدوين لاختباراتهم اليومية مع الله، لذلك يجب علينا أن نبحث عن ما يقوله الكتاب المقدس عن الله لنؤمن به، ولا نبحث عن براهين عقلية وإثباتات فكرية لأن الله غير قابل للفحص أو الخضوع للعقل البشري المخلوق!!


بل يجب أن ننفتح بكل أبعاد كياننا على ما اختبره المؤمنين بالله وما دوّنوه في الأسفار المقدسة. ثم نعود لأنفسنا ونرى أن هذا الاختبار يتجاوب مع اختبارانا الشخصي ومع ما في أعماقنا من تطلّعات أم نحن بعاد عن هذه الخبرة ...

وما هيَّ تطلعاتنا ؟


إلا اللانهاية أي الخلود والحياة الدائمة التي ترتفع فوق محنة الموت ويصبح
ليس له أي قوة، أي أن تطلعاتنا هيَّ لله، لا بل هيَّ الله، الله هوَّ
النور والطريق والحياة الأبدية، هوَّ الألف والياء، هوَّ المبدأ والغاية،
هوَّ قوة المحبة التي تحصرنا وتشدنا إليها بقوة تفوق الوصف أو الشرح:

(ليس شيئاً من النطق يستطيع أن يحد لجة محبتك للبشر) (القداس الأغريغوري)


فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره 47

(1)
طبعاً الكتاب المقدس ليس مجموعة شهادات فقط بل هوَّ أكثر بكثير من هذا هوّ
في الأساس كلمة الله وتحمل أيضاً مجموعة شهادات لعمل الله.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: في الإيمان - ما هوَّ الإيمان (3)   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 12:37 pm

في الإيمان ( سلسلة موضوع الإيمان - كحياة وخبره )



2- ما هوَّ الإيمــــــــــــأن


الإيمان هوَّ علاقة خاصة شخصية مع الله، ويقول القديس مكسيموس المعترف: (ما من سبيل إلى عقد علاقة بين الإنسان والله إلا بالإيمان.

فالإيمان قوة. انه قوة خاصة توحّد الإنسان المؤمن والله الذي يؤمن به، توحيداً مباشراً كاملاً يفوق الطبيعة البشرية)

ليس الإيمان
علاقة عقلية وحسب. فالشياطين أيضاً قد يكون لهم مثل هذا الإيمان (يع2:
19). إنما الإيمان هوَّ ارتباط حياة بحياة، وهذا الارتباط يطال الشخص البشري بكاملة بما يفوق الإدراك أو الفحص.

لذلك يرى الآباء القديسين أن[size=25] الإيمان لا يكون حقيقياً إلا إذا شمل الشخص كله وحوَّله إلى صورة حقيقية للرب يسوع له المجد.

بالإيمان لا يعتنق المسيحي عقيدة مجرّدة، بل يتّحد بأشخاص أحياء (1) ،بحضور حقيقي. (2)

الإيمان هوَّ جواب الإنسان على دعوة شخصية يكشف له فيها كل من الآب والابن والروح القدس عن ذاته شخصاً حياً وحضوراً محيياً.

وجواب المؤمن أي جواب الإيمان على تلك الدعوة هوَّ أن يرتمي في أحضان كل من الآب والابن والروح القدس ليغرف من بحر حضور الله كما كشف عن ذاته.

فالإيمان المسيحي، ليس تحليلاً فكرياً، إنما هوَّ قبول حياة الله فينا واتحادنا به(3)
،وعندما يتلو المؤمن قانون الإيمان لا يكتفي بترداد كلمات، بل يغرق في بحر
الحياة الأبدية، يغرق في بحر الحب، يغرق في بحر النور ويغرف منه ويشبع ..

+ والإيمان
الحي الحقيقي الأصيل دائماً يتجاوز الحياة النفسية القائمة على الانفعالات
العابرة التي تنتهي بزوال المؤثر، والتي دائماً تفتقر إلى العمق والأصاله.

فمَّ هوَّ هذا العمق؟ هوَّ كيان الإنسان نفسه.

وما هيَّ الأصاله؟ أصالة الوحدة مع الله والكنيسة.


وكمثال على ما نقول: تذكرنا الليتورجيا بالراقدين وبالأحياء أيضاً. هذه الذكرى تُمارس في الإفخارستيا بالإيمان الحي، وليست هيَّ تذكر الأحداث والكلمات وإنجازات الأحباء ومشاكلهم وقداستهم، إنما هيَّ ذكرى نابعة من حقيقة وجودية، حقيقة وحدتنا مع هؤلاء الأشخاص في خبرة جديدة هي تحوّل كياننا البشري إلى كيان جديد أي الكنيسة جسد المسيح.

ونحن الذين
ربطتنا وحدة المصير مع هؤلاء القديسين في الكيان الجديد، المسيح أي
الكنيسة، لا نتذكرهم على أساس حياة نفسية انفعالية وإنما لأننا معهم – فعلاً – قد تحولنا إلى أشخاص على صورة الله
خالق كل الأشياء والذي خلق الإنسان ، لا لكي تكون له شخصية منفردة متقوقعة
على ذاتها في وحدتها الخاصة، بل يكون لهُ كيان جديد أي كنيسة بها أشخاص
منفتحين بالمحبة بعضهم على بعض ، ومتحدين بالإيمان الواحد الحي الحقيقي،
وهذه ليست مسألة ننفعل بها وإنما حقيقة نحياها ونمارسها في كل الأوقات،
حينما نتقابل في اجتماعاتنا، وفي ليتورجياتنا، وفي إفخارستياتنا وأيضاً في
مخادعنا وفي كل أمور حياتنا..


"لذلك نحن أيضا
إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة
بنا بسهولة و لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلى رئيس
الإيمان و مكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب
مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله..


و ماذا أقول أيضا لأنه يعوزني الوقت إن أخبرت عن جدعون و باراق و شمشون و
يفتاح و داود و صموئيل و الأنبياء الذين بالإيمان قهروا ممالك صنعوا برا
نالوا مواعيد سدوا أفواه اسود اطفاوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من
ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء أخذت نساء أمواتهن بقيامة و
آخرون عذبوا و لم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل و آخرون تجربوا في
هزء و جلد ثم في قيود أيضا و حبس رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف
طافوا في جلود غنم و جلود معزى معتازين مكروبين مذلين و هم لم يكن العالم
مستحقا لهم تائهين في براري و جبال و مغاير و شقوق الأرض فهؤلاء كلهم
مشهودا لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد إذ سبق الله فنظر لنا شيئا أفضل لكي
لا يكملوا بدوننا" (عب12: 1-2 ، 11: 32-39)


_____________
(1)
المقصود اتحدنا بجسد المسيح الحي فوق الزمان أي اتحادنا بجميع القديسين
الذين يشتركون في الإيمان الواحد والمنضمين لجسم الكنيسة عبر الزمان
والمكان.


(2) وهذا ما نختبره في صلاتنا وفي القداس إذ نشعر بحضور حقيقي لله بشخصه وجميع القديسين الذين يشاركوننا الصلاة.


(3)
ليس المقصود أننا نتحول لله - حاشا- بل المقصود هوَّ قبول دعوة الله
القائمة على مبادرة حبه لنا إذ قد تجسد وجعلنا واحداً معهُ وأعطانا حق
الاتحاد على أساس أنه منحة منه وعطية خاصة للبشر إذ قد أعطانا جسده ودمه
مأكل ومشرب حق وهما أساس سرّ الوحدة المبنية على اتحاده بنا بغير افتراق
في سرّ التجسد ...
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: في الإيمان - الإيمان رأس الحياة الروحية (4) جـ1   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 12:38 pm



في الإيمان ( سلسلة موضوع الإيمان - كحياة وخبره )


الإيمان رأس الحياة الروحية جـ 1


يقول القديس أغسطينوس: ((الإيمان المستقيم هوَّ رأس الحياة الصالحة التي تحق لها الحياة إلى الأبد. ويقوم الإيمان على القبول بما لا ترى. وجزاؤه أن ترى ما تؤمن به.

زمن الإيمان هو زمن الزرع. أحذر من أن يفوتك، وثابر عليه حتى النهاية حتى تحصد ما زرعت.

الإيمان بالله أولى الوصايا؛ هوَّ بداية الدين والحياة فيك. ثبت قلبك في الإيمان؛ ثم عش حياة صالحة مترفعاً عن كل ما يُغري، متحملاً آلام هذا الدهر، حتى إذا غالت في ملاطفتك أو في تهديدك لا يجرفك تيارها ولا تُحطمك شدتها، بل فليصمد قلبك بوجهها.


لن تحيا حياة صالحة إلا إذا بدأت تؤمن،
ومتى رعيت الإيمان زيد لك الباقي. كثيرون يُفاخرون بأعمالهم، وكثيرون، ممن
لا يؤمنون، يأبون أن يعتنقا الدين المسيحي، معتقدين بأنهم يحيون حياة
صلاح، مكتفين بخيرات هذه الدنيا، قائلين بضرورة الحياة الصالحة. وبِمَ
يوصينا السيد المسيح؟


أيوصينا بأن نحيا حياة صالحة؟ ها أنّا نحيا بالصلاح وليست لنا حاجة إلى
المسيح: نحن لا نقتل ولا نسرق ولا نسلب ولا نشتهي مقتنى غيرنا ولا نزني..
لا شيء في حياتنا يستحق اللوم، ومن لامنا في شيء صيرنا مسيحيين.


إن كل عمل مستقيم يأتيه الإنسان [size=25]لا يُمكن أن يكون مستقيماً إذا لم يرتبط بتقوى الله، وإذا لم يكن الإيمان سباقاً، فلا صلاح في الحياة.

اسمع الرسول: "وبغير إيمان لا يستطيع أحد أن يُرضي الله" (عب11: 6)

تظن أن أعمالك شجرات صالحة. إنما يكفي لكي تكون غير صالحة أن تكون بلا ثمر أمام الله.

لا تعتبر صالحاً عملاً أتيته قبل أن تؤمن، لا صلاح حيث لا إيمان.


..كل ما ينطلق من الإيمان عظيم، وهكذا فقد تعوَّد الجهال أن لا يُقدروا أساس البناء حق قدره.


في البدء تحفُر حفرة عميقة ثم تردمها بالحجارة بلا جمال ولا رونق، وتنظر
إلى الأساس ولا تفرح به ثم تنظر إلى البناء وقد أرتفع فتُعجب به!

يا أحمق، أن ما أُعجبت به مرتكز على ما احتقرته!!

تلك هيَّ حالك: إن لم يكن الإيمان فيك سابقاً فلا مجال لحياة صالحة. إن لم يستقم إيمانك فلستُ باراً؛ لأن البار بالإيمان يحيا.


الإيمان هوَّ ينبوع الصلاة. ويُظهر الرسول أن الإيمان هوَّ ينبوع الصلاة وأن الساقية تجف متى جفت ينابيعها قائلاً:

" وكيف يدعون إلى من لم يؤمنوا به " ؟؟ (رو10: 24)

وبالنتيجة آمن لكي تُصلي: وصلي حفاظاً على إيمانك الذي به تُصلي.

الإيمان يفيض صلاة: والصلاة المفاضة تقوي الإيمان. وحفاظاً على الإيمان.. قال السيد: "أسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (لو22: 46)...

الإيمان النقي يحيا وسط هذا العالم و ضيقاته: العالم يهتز؛ أما الإيمان فلا يتزعزع. آمن تُصبحْ أهلاً لأن تفهم: على الإيمان أن يسبق الإدراك ليكون الإدراك جزاء الإيمان. والنبي أوضح هذا الأمر حين قال: "وانتم إن لم تصدقوا فلن تثبتوا" (إش7: 9)


من اللازم أن تؤمن بما تُبشر به ببساطة لأن غاية العقل أن يُناقش بدقة.
بالإيمان تتحد وبالعقل تحيا. يجب عليك قبل كل شيء أن تتحد بواسطة الإيمان
لتحيا بواسطة العقل.


إن
لم تتحدْ (بالله) تقاوم؛ وإن كنت تقاوم فلست مؤمناً. وإن كنت تقاوم فكيف
تحيا؟ إنك تجعل نفسك عدواً لشعاع النور الداخل فيك، (حين لا تنظر إليه
بعين الإيمان) بل بعقلك.وتقول: كل واحد على الإطلاق يُريد أن يفهم. فمن
الواجب عليَّ إذاً أن أفهم حتى أؤمن. فأُجيب آمنْ تفهم..
)) (خواطر فيلسوف – الفصل الخامس)













__________________[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: لإيمان راس الحياة الروحية جـ2   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 1:32 pm

في الإيمان ( سلسلة موضوع الإيمان - كحياة وخبره )



3- الإيمان رأس الحياة الروحية جـ 2


إن الحياة تكون روحية بقدر ما يكون فيها من إيمان. استمرار الحياة الروحية لا يُفهم على أنه استمرار زمني، لأن الحياة الروحية لا يُقاس عمقها أو طولها بالسنيين، إنما هيَّ استمرار لوجود الإيمان، وعلامته هيَّ استطاعتنا الوقوف ضد أنفسنا وضد تيارات العالم مهما كانت الخسارة، وبالتالي يُقاس الإيمان بمقدار حياتنا الإيجابية مع الله وثبوت رجائنا فيما هوَّ آتٍ بيقين وفرح يزيد من حُريتنا.


أي أن طول الحياة الروحية واستمرارها هوَّ في الواقع قياس باطني لا يُمكن أن يكتشفه الناس لأنه حَدث إيماني فائق يكمَّل فعله في الداخل لتجريد الإنسان من ذاته (أنانيته) ولغلبة العالم ومبادئه وأمانيه وإخضاعها لسيادة الروح.


هذا العمق لا
يظهر منه الناس إلا موقف عرضي من المواقف التي تلحُّ على الإنسان أحياناً
وتجبره أن يقف اضطرارا ضد العالم أو الذات، كتوبيخ إيليا لآخاب أو يوحنا
المعمدان لهيرودس أو شهادة الشهداء أو خروج القديس أنطونيوس من العالم،
حيث يصبح الموقف علامة تُثْبت وجود الإيمان وتُزكية.

ولكن المواقف
لا تصنع الحياة الروحية. الذي يصنع الحياة الروحية هو فعل الإيمان وتغلغله
في الكيان البشري. وهو يتكون سراً في الأعماق كحصيلة تتجمع من اتصالات
الإنسان المستمرة بالله عن طريق الكلمة والدخول معه في استجابات متوالية
حسب مطالب الكلمة أي وصاياه.


ولكن الإيمان
عموماً يبدأ كقوة روحية داخلية عارية من كل شيء وليس لها علامة تُميزها عن
غيرها من الطاقات البشرية الأخرى. غير أنه سرعان ما تلتحم هذه القوة
بمطالب الطبيعة البشرية والعالم والناس التي لا تتمشى مع حرية الروح.
وحينئذٍ تصطرع القوة الإيمانية مع الواقع المخالف لها، فتبتدئ تتكشف،
ويتحدد اتجاهها وعمقها وطولها وعرضها بقدر موقفها المعاكس.


استمرار الحياة
الروحية هوَّ إذن استمرار لفعل الإيمان ونشاطه وبالتالي استمرار لحرية
الروح بمقتضى الكلمة حيث يظهر هذا الفعل من حين لآخر على هيئة موقف واضح
صريح ضد العالم والذات، إثباتاً لحيوية الإيمان واستمرار الحياة الروحية.

غير أن عمل
الإيمان الداخلي لا يخضع لمنطق الناس ولا يُمكن تقديره بأي قياس بشري، لأن
الذي يتحكم في عمل الإيمان دوافع داخلية مستترة لا يُمكن لأي عين أن تفحص
عمقها. الله وحده هوَّ الذي يقيس عمل الإيمان ويمدحه.


لذلك فالحياة المسيحية بالرغم مما يكون فيها من مظاهر تَقوية وأعمال إيمانية، إلا أنه يستحيل
الحكم فيها من قِبل الناس "لا تحكموا قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي يُنير
خفايا الظلام ويُظهر آراء القلوب. وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله"
(1كو4: 5)

فحياتنا أو وجودنا المسيحي القائم على الإيمان، هوَّ
حياة، أو هوَّ وجود "مستتر" عن العالم والناس لا يُمكن كشفه، "مستتر مع
المسيح" (كو3:3) لأن المسيح نفسه مستتر أيضاً عن العالم وعن أحكام الناس
وقياساتهم العقلية.


لذلك فإن عمل
الإيمان، بالرغم من أنه يُنشئ أحياناً علامات على وجوده بالمواقف الروحية
التي نقفها أحياناً ضد أنفسنا أو العالم، يمتاز بأنه يظل غير خاضع لأحكام
الناس وفي أمان من تقلبات الأوضاع أو الزمن:

"أقل شيء عندي هوَّ أن يحكم فيَّ منكم أو من يوم بشر، بل لست أحكم في نفسي أيضاً" (1كو4: 3)


[size=25]ونحن مطالبون بأن نطيع الكلمة ونعمل عمل الإيمان دون أن يزوغ قلبنا وراء الجزاء أو الشهادة لأنفسنا، لأن كل رجاء نرجوه في الحاضر من وراء أعمالنا هوَّ رِدَّة إلى الذات. وإرضاء الذات هوَّ سقوط من الإيمان. لأن الإيمان حدث فائق للزمان مُنكر للذات والواقع والرجاء المنظور
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: الإيمان العقائدي جـ1   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 1:33 pm



في الإيمان ( سلسلة موضوع الإيمان - كحياة وخبره )


4- الإيمان العقائدي جـ1



أولاً ينبغي لنا
أن نفرق دائماً بين طريقتين، طريقة قبول الحق الإلهي وبين طريقة قبول
الحقائق العلمية والفكرية التي تتعلق بهذا الدهر فالحقائق العلمية يُفيدها
جداً أن نُمهد لها بالشك حتى تُثبت صحتها بالقياس للحقائق الأُخرى
الثابتة. أما الحق الإلهي فلا يُمكن أن يأخذ
طريقه لقلب الإنسان وفكره إلا إذا سبق الإنسان وأعد قلبه وفكره بإتضاع
لقبوله، بمعنى أن يكون لدى ضمير الإنسان الاستعداد للانفتاح للحق الإلهي
وتصديقه قبل مناقشته والخوض فيه، حتى إذا بدأ الحق الإلهي يشع بنوره ويقرع
القلب لا يجده مغلقاً بالشك والعناد فيُمتنْع على الإنسان الإحساس به
والفرح لهُ.


والحق المسيحي يمتاز بأنه لا يتعلّق، أساساً، بقواعد ومبادئ تحتاج إلى الفحص العقلي وبالتالي تحتاج إلى الذكاء والقدرة العقلية...

فنحن نلجأ إلى أفكار ونصيغ تعبير، لكننا نحتفل بشخص حي وحاضر،
إننا نعبُد شخصاً هوَّ الحدث . والحدث يعني، في التعبير المسيحي، الحقيقة
القصوى التي بها يُعبّر الشخص عن ذاته في علاقة حياة مع الآخر!!


[size=25]فالله ليس فكرة بل
حدث: أنه في صميم ذاته علاقة حياة، حياة بين الأب والابن بتيار الحب الروح
القدس الرب المحيي، ومن صميم تلك الحياة التي في الله يتدفق الله علينا في
الخلق والتجسد والفداء..


الحدث هوَّ تلك العلاقة الجوهرية التي تصل الله بخليقته صلة حياة ومحبة. أن جوهر الحقيقة هو حدث. وجوهر الله هوَّ هذا الحدث المزدوج المتكامل:

الله في صميم ذاته آب وابن وروح، وفي علاقته بالإنسان استمرار وحي ودفق عطاء في الخلق والتجسد والفداء..

ويقول القديس غريغوريوس النزينزي: ((الله هوَّ استمرار كشف ودوام وحي لذاته، يُحرك دون انقطاع الوجدان البشري ويُنير ظلماته))

ومن هذا المنطلق يحيا المسيحي بالله ولأجل الله ويتجاوب معه بشعور وإحساس واعٍ،
فيشعر المسيحي المؤمن ويحس إحساساً مرهفاً بارتباطه الكلي بالله؛ إن كيانه
هبه وعطية، وهذه العطية لم توهب دفعة واحدة، بل هيَّ متدفقة لحظة تلو
لحظة، إنه عطاء مستمر، وتقبُّل مستمر؛ فالله يهب والإنسان يقبل..(باستمرار)


فيشعر المسيحي
بعظمة وجمال وحب مَن هوَّ ينبوع كل وجود وكل عطاء، فيُعفر هامتهُ بالتراب،
في موقف السجود ويشكر بالتسبيح والحمد، ويبقى على يقين أن الله ليس في
حاجة إلى عبادته أو شكره ((لم تكن أنتَ محتاجاً إلى عبوديتي بل أنا
المحتاج إلى ربوبيتك))، إلا أن العبادة هيَّ التي تُساعد الإنسان على أن
يعرف مكانته من الله، ليبقى في اتحاد الحياة والشركة معه. ومن هنا تم
تنظيم العبادة الطقسية..


والمسيحي الذي
يعترف بالله أباً لهُ، يدع جانباً كل خوف وقلق؛ ويعلم إن خطاياه عينها –
شرط أن يتخلى عنها – لا تُزيح نظرة الله المُحبة إليه، بل هيَّ موضع
إشفاقه وحنانه. ومن هُنا أتى سرّ التوبة والاعتراف باستمرار وطول الحياة ،
وأيضاً الأصوام الشخصية لتهذيب النفس وضبط أهوائها .


المسيحي ينتظر
من الله عونه ونعمته، ولكن لا من باب الاستسلام إلى الخمول أو الضعف أو
اليأس أو الإحباط، إنه يعمل كما لو كان كل شيء مرتبطاً بسعيه، ويتوكل على
الله كما لو كان كل شيء منوطاً بنعمته.أنه يعمل ويُجاهد، لكن دون تَخبط.
يتوجه دائماً إلى الله كما يتطلع إلى أبيه، ليعرض عليه في الصلاة أحزانه
ومشقاته واحتياجاته وينتظر بصبر وثقة في محبة أبوه ومشيئته الذي أحبه
للمنتهى حتى أنه صُلب من أجله، ومن هُنا تأتي صلاة المخدع المنتظمة
والمستمرة دون انقطاع مهما كانت الأسباب.


المسيحي الواثق بالله يعيش بسلام وفرح وتمجيد دائم لله ، ومن هُنا أتت الترانيم والتسبيح في الكنيسة.


المسيحي
الحقيقي، يحب الله الخير الأسمى والحب الأسمى. وتتجسد محبته في تتميم
إرادة الله، فيتقبل كل ما يعترض له من ضيقات مشقات وصلبان وأمراض وأوجاع
مهما كانت ومهما طالت، ومن هُنا وضعت الكنيسة صلاة الشكر اليومية وزيت
مسحة المرضى الذي هوَّ سرّ حضور المسيح في المتألمين.


كما يتجسد
إيمانه لواجبات وضعه كمسيحي، أي بتحقيق المهمة الموضوعة علية في بناء
العالم وملكوت الله. ومن هنا كان الصوم والسهر في صلوات وطلبات لا تنقطع
من أجل العالم وكل محتاج.


ويتجسد أيضاً
إيمانه وأمانته بحفظ الوصايا، في احترام حقوق كل إنسان وكرامته، لاسيما
وصية محبة إخوتنا على مثال محبة الله لنا. إنَّ متطلّبات هذا الحب يلحظها
في دقائقها ذاك المسيحي المتجرد من أنانيته والمنصت بانتباه لصوت الله
ونداء إخوته. ومن هُنا سرّ اجتماع الكنيسة وسرّ الافتقاد والعطاء لكل
محتاج.


(( وللحديث بقية ))


[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: - الإيمان العقائدي جـ2   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 1:34 pm

في الإيمان ( سلسلة موضوع الإيمان - كحياة وخبره )





5- الإيمان العقائدي جـ2







+++ قانون الإيمان الموضوع بإلهام الروح القدس، ليس بعقيم، بل يُعلن أن ديانتنا ليست مجرد أقوال، بل هيَّ يقين وموقف حياة.
لذلك نحن بحاجة إلى سماع قانون الإيمان كل يوم وعدة مرات في اليوم، صباحاً
ومساءً وفي صلاة النوم وفي أثناء الليل. لا غنى لنا عن ترداده مراراً
وتكراراً إن أردنا تأكيد وجدودنا..


لا بُدَّ من أن نكرره مراراً كثيرة لنُعلن ارتباطنا بالله وتعلّق عقلنا ونفسنا وكياننا كله تعلّقاً مطلقاً بمن هوَّ عمق حياتنا، ليميل بكياننا بماثلة كيانه في المحبة والقداسة..


قانون الإيمان هوَّ ترنيمة يجب إنشادها على الدوام، كما يقول القديس أغسطينوس:


((أتلُ
قانون الإيمان كل يوم، صباحاً ومساءً. أتله لنفسك أو بالحري لله.. ردده
دون انقطاع.. ألا ترتدي ثوبك كل يوم؟ انك عندما تتلو قانون الإيمان يرتدي
قلبك رداء الله
))




..ونحن على يقين تام من أقانيم الله. لسنا بحاجة إلى براهين عقلية لإثبات يقيننا أو تفسيره. فالله مصدر وجودنا وخلاصنا.


ولا شك في أن المسيحية في العصور السابقة لجأت إلى براهين وتفسيرات لإثبات
عمل الله في الخلق والتجسد والفداء، وأيضاً دافعت عن إيمانها ضد الهراطقة
وأقامت مجامع ووضعت قوانين وأضافت وتوسعت في المفاهيم والطقوس، وبذلك قد
تجمعت لديها تلال ضخمة من المفاهيم الفلسفية ومتاحف برمتها من الألفاظ
اللاهوتية.




وينبغي لنا أن نعرف أنه عندما حاربت الكنيسة الهرطقات التي حاولت تغيير
رؤية الكنيسة لكيان الله وجوهره لم تكن الكنيسة تُحارب موضوعاً عقيماً
لمجرد صراع ضد أشخاص لا ترتاح لهم الكنيسة – كما يراه بعض الناس غير
المدركين لمسؤولية الكنيسة الموضوعة عليها – كما أنها لم تُبدد طاقاتها في
الصراع ضدّ موضوع تافه – كما يراه المنفعلون نفسياً والسطحيين الذين
يريدون أن يحيوا على هامش الكنيسة والكتاب المقدس ولا يريدون أن يدخلوا
إلى العمق حسب مقاصد الله – وإنما كانت الكنيسة تُصارع في
سبيل الاحتفاظ بالرؤية الصحيحة والسليمة لله ولكيانه، الذي بدونه لا يُمكن
أن تتحقق صورة الله في الحياة الإنسانية، حسب قصده، ولا يُمكن أن يكون
للكنيسة وجود خاص على صورة الله .




والآباء في لاهوتهم، ليسوا كالفلاسفة، فقد كان[size=25] لاهوتهم رعائي.
وهؤلاء مثل إغناطيوس الأنطاكي وإيرناوس وأثناسيوس الرسولي.. الخ، قد استوعبوا حقيقة الله وجوهره من خلال الخبرة
الكنسية الواعية على أساس الإيمان المسلّم مرة من القديسين المستمد من رأس
الجسد المسيح الواحد، ومن خلال اختبار الحياة الجديدة في المسيح التي تؤهل
الإنسان لأن ينال الكيان الكنسي.




فلاهوت الآباء لم يكن مجرد فلسفة أو رؤية خاصة أو علم دراسي حسب قدرة كل شخص فيهم ورأيه الخاص، وإنما
كان اختباراً كنسياً للكيان الكنسي الذي نحصل عليه بالانضمام للكنيسة
والذي يجعل وجودنا في هذه الحياة ذو دلاله خاصة لأنه وجود كنسي قائم على
جسد حي فوق الزمان والمكان أي جسد المسيح لأن الكنيسة هيَّ جسد المسيح
الحقيقي..




ولن تتوقف المسيحية عن السعي الدائم لإيجاد طرق عقلية ونفسية وعلمية
تُعَبّر بها عن خبرة سرّ الله. ولكنها في الوقت نفسه ستتمسك بيقين مطلق
بالوحي الذي يُعبّر عنه قانون الإيمان، أي بتلك الحقيقة المخطوطة على كَبد
الشمس.


وعندما تبحث الكنيسة عن تعبير فلسفي أو مصطلح قانوني، لا تُعَلّق إيمانها
ولا ترتاب في يقين ما تؤكده. إنها تتقلب – بوعيٍ تام – في مختلف الأفكار
والتعَبير القديمة والمستحدثة بغية استجلاء خبرتها لسرّ الله، ولكن دونما خوف من أن ما سيبلغه العقل قد يُناقض إيمانها!!




ولنا أن نعرف: أن الصدامات العقائدية التي شهدتها عصور المجامع المسكونية، سعياً إلى الحقيقة، لم تكن دفاعاً عن أية معرفة نظرية منفصلة عن التدبير الخلاصي.


فقد كانت محاولات لاستكشاف طريق الخلاص استكشافاً عملياً بالدرجة الأولى بعيد عن كل نظرية ، إذ لم نجد عند الآباء اللاهوت النظري له أي وجود ...




وهذا يُسمى لاهوتاً متخذاً اتجاها ثقافياً تعليمياً، بألفاظ مقننه ومختارة
بدقة، وهذا اللاهوت يصبو إلى سبيلاً علمياً و عملياً للإتحاد بالله !!




والآباء هُنا كانوا يتميزون "باللاهوت الصوفي" أي "لاهوت السرّ" أي ذاك الذي لا نعرفه إلا بالوحي مِن قِبل الله، وبالتقبل والمشاركة من قِبَل الإنسان، بعكس ما نبلغه من معرفة بالتفكير الدماغي.


فسمو الله، يُستخلص منه
أن لا مجال إلى معرفته من الخارج وأنه لا يُمكن السعي إليه إلا انطلاقاً
منه ومن الوجود فيه ومن تحسس قربه منّا، وبقدْر ما تمسنا قُدراته المؤلهة
"شركاء الطبيعة الإلهية.." (2بط1: 4)


وعلى هذا الضوء نتبين أكثر، عمل الصلاة في التحديد الذي يُعطية القديس إيفاغوريوس البنطي للاهوت إذ يقول: (( إذا كُنت حقاً مصلياً، فأنت لاهوتي، وإذا كُنت لاهوتياً فستكون مصلياً حقاً ))
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: - الإيمان العقائدي جـ3   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 1:35 pm

في الإيمان ( سلسلة موضوع الإيمان - كحياة وخبره )

6- الإيمان العقائدي جـ3




إن اللاهوت هوَّ

طريقة سرية تقود إلى الوحدة مع الله أي الاتحاد به، وهيَّ قريبة بطبعها من

سرّ الأفخارستيا، وبالتالي هيَّ الاكتمال الإفخارستي للكلمة بتتميم السرّ

نفسه.




ففي رؤية الآباء، يبرز اللاهوت بوصفة خدمة ينتدب لها الله من يشاء إذ لا يمكن أن يعرف الله إلا من علَّمه الله ولا سبيل لمعرفة الله إلا الحياة فيه،


ويقول القديس غريغوريوس النزيزى:


(فالكلام عن الله شيء عظيم، إلا أن تنقية ذواتنا لأجل الله شيء أعظم )


وهذا ما تعتبر عنة طروبارية الساعة التاسعة أيام الصوم الأربعين المقدسة عند الروم الأرثوذكس:


(( لقد ظهر

صليبك بين اللصين ميزان عدل, فهبط الواحد إلى الجحيم بثقل التجديف، وارتفع

الآخر من الزلات إلى معرفة اللاهوت. أيها المسيح الإله المجدُ لك.))


فاللص التائب لاهوتي لأنه خَبَر الله مباشرةً وعرفة وارتفع إليه بالصلاة.




والدعوة إلى اللاهوت تحثنا على تجاوز محدودية علم موسوعي محض بالإيمان لأن اللاهوت ليس علماً يعتمد على العقل الطبيعي وإنما جذوره في نور الكلمة وان

الآباء، في تعليمهم، يبرزون الزهد و كأنه المدخل إلى علم اللاهوت و يبرزون

الحب والصلاة وكأنها واقع يعيشه الفهم وينفتح على الوحي الباهر الذي يفيض

به الله فيتقبله المصلى خاشعاً و يعوزنا الوقت والورق لنكتب عن خبرات

الآباء وأقوالهم في هذا الاختبار الرائع..
[/size]


عدل سابقا من قبل بنت الملك في الإثنين ديسمبر 14, 2009 1:37 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: لاهوت الخبرة وسرّ الإيمان الحقيقي   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 1:36 pm

اللاهوت هو كل ما يختص بالله ومعرفته كشخص حي وحضور محيي .

واللاهوت في حد ذاته ليس علماً أو معرفه تخضع لتسلسل الفكر أو منطقه ، أو
لمن له القدرة على الاستيعاب والقدرة على الحفظ والاستذكار !!!




أو هو علم دراسي مطروح للمناقشة ومتروك للحجة والبرهان ، فمن هو برهانه أقوى هو الدارس والواعي للفكر اللاهوتي السليم !!!




[size=25]اللاهوت ليس معلومات عن الله
،
والمصطلحات اللاهوتية فيه تأخذ وتحفظ وتُطرح لمجرد مناقشة بالحجة وبرهان
الفكر العقلي وبراعة الأشخاص في جريان الحديث وسياقه المتزن وقدراتهم على
المناقشة والحوار ، ولكنهُ خبرة ما يفوق العقل أي إشراق النعمة على عقل الإنسان فيصير المصطلح اللاهوتي نور النفس وإشراق للعقل، وحب عميق لله الحي
، فيصبح عقل الإنسان مستنير بنور الله ، بل والنفس أيضاً تشع نوراً ،
فتتحول المصطلحات اللاهوتية من مجرد معلومات وأفكار عن الله إلى إشراق نور النعمة وفرح القلب الذي رأى الله في داخله ففرح..




وعلى ذلك لنا أن نُدرك أنه ليس لاهوتياً من يحمل شهادة من معهد لاهوتي،(1) فاللاهوتي – في الأساس – إنسان يحيا حياة في محضر الإله الحي ، في لقاء دائم ومستمر ، فيستنير ويزداد نور من الله الذي يشرق على قلبه وفكره بنوره الحلو ...




والحياة مع الله حياة توبة في عمق محضر الله ، أي أن اللاهوتي من يقرب لله بالتوبة ويحياها ، فالتوبة ليس علم مدرسي لاهوتي ، نتكلم فيه عن لاهوت التوبة في حياة الإنسان كفعل مجرد من حضور الله ، بل اللاهوتي الحقيقي
هو من يقرب من محضر الله فيرى نفسه ظلمة فيطلب النور الإلهي أن يشرق على
قلبه فيتغير ويصبح إنساناً نورانياً ، وتنحل الظلمة فيه بسهولة بقوة نور
الله الحي الطارد كل ظلمة ومبددها
:


وبذلك يصبح الله هو " النور الحقيقي الذي يُنير كل إنساناً آتياً إلى العالم " ( يو1: 9 )






طريق معرفة الله أو التكلم بالإلهيات هوَّ التأله نفسه أي اتحادنا بالكلمة أي بشخص المسيح كلمة الله (2) ولذلك أعطت الكنيسة اسم لاهوتيين إلى أشخاص لم يدخلوا معاهد جامعية مثل:


القديس يوحنا الرسول والقديس غريغوريوس والأنبا أنطونيوس الكبير وغيرهم من
الذين امتلئوا من الروح القدس وتشبَّعوا من النور الإلهي الذي أشرق عليهم
بإشراق نوره البهي ، فهم لم يدخلوا مدراس أو منهجوا الكتاب المقدس ووضعه
له قواعد مدرسية للقراءة والحفظ للتسميع أو لخروج لاهوتيين يحفظون منهج
فلسفي فكري نظري !!!




فمثلاً حينما نتعرف على صلاح الله ، لا نقدر أن ندرس الصلاح كمنهج مدرسي
ونطلق نظريات وأفكار من جهة معرفتنا بعلم الاجتماع أو العلوم الفلسفية
بالصلاح ، فالعبارات – في الكنيسة وعند آباءها – لم تكن مجرد وصف لصلاح
الله دون أي علاقة بيننا وبينه ( أي نظرية وفكر عن الصلاح ) ، فنحن في
الكنيسة من منطلق العلاقة أي علاقة الله بنا وإعلانه نقدر أن نصف الصلاح بطريقة عميقة !!!




فالكلمات أو العبارات التي نََّصف بها الله أنه " الأكثر صلاحاً" أو
"الأكثر حضوراً" .. هيَّ نفي وإيجاب في آنٍ واحد، فهيَّ تحمل نوعاً ما من
وصف لمن لا يُمكن إدراكه، وصفاً يقع في خبرة تُنشئ الوحدة.


فنحن نقر بحقيقة الله بقربه منا فنراه صالح، ولكننا حينما نقترب إليه نجده
صالح ليس على مستوى علمنا ومعرفتنا بل نجده يفوق في صلاحه كل ما نعرفه عن
الصلاح فيصير لنا أكثر من صالح، لذلك ندعوه بأنه أكثر صلاحاً، وهذه اللفظة
لا يُمكن أن تخرج من قلبنا إلا إذا اقترب منا الله واقتربنا منه، وهذه هيَّ الخبرة..




عموماً كلّما اختفى الله في سمو كيانه أمكن اختباره في قُربه الداخلي
بصفته حاضر وقريب، متجسد، ولكنه في داخلي يُنير عقلي ويشُدني إليه.


" والكلمة صار جسداً وحل بيننا (فينا حسب النص اليوناني) ورأينا مجده..ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا نعمة فوق نعمة" (يو1)




هذا هوَّ المقصود بالمصطلحات اللاهوتية ، أي هي الذي نُعبر بها عن إيماننا الحي ذو الخبرة الواعية بالله، وهذا يسمى لاهوت الخبرة ،
وإزاء هذا اللاهوت نجد إننا لا بُدَّ أن نَعبُرّ هِوة سحيقة بين المحدود
وغير المحدود، بين الزمني والأزلي، بين المُعبرّ عنه وغير المُعَبرّ عنه، فنلتقي بالله في انسجام خلال المسيح الرب في الروح القدس،
وهذا هوَّ قصد الآباء في مصطلحاتهم التي نطقوا بها وعبروا عن الله وعمله
الحلو كخبرة تذوقوها وعاشوا بها . فمثلاً عندما يُعَبرّ القديس كيرلس
الكبير عن التجسد قائلاً: ((اللاهوت اتحد بالناسوت بطريقةٍ ما، بغير
اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير)) فلا يُمكن أن نسبُر غور التجسد ونفهم هذا
الاتحاد بحسب قصد القديس كيرلس الكبير، إلا بالعبور، من عالم إلى عالم، من
الذي يُرى إلى الذي لا يُرى، فنُدرك العمق بالمشاهدة السرية الفائقة
الشرح، وهذه المشاهدة هيَّ الإيمان عينه.


" الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته
أيدينا من جهة كلمة الحياة. فإن الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم
بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه
نُخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا. وأما شركتنا نحن فهيَّ مع الآب
ومع ابنه يسوع المسيح ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً" (1يو1: 1-4)




وهكذا
يكون المسيحي الحقيقي، الذي يعيش الفضائل الإلهية وحياة التقوى ، الإيمان
والرجاء والمحبة، يشتاق ويستمرّ في الشوق لمعرفة أدق لله، تحوَّله من
الداخل، وتوطّد اتحاده بالله، وتجعله بالتالي أقدر على المحبة. وإذ يسعى
ليجد الله، الله هوَّ الذي يجده ؛ وإذ يسعى إلى الحقيقة الإلهية فهيَّ
التي تسود عليه وترفعه إلى مستواها
.


لِذا يقول القديس غريغوريوس النيصي: (( أن تجد الله يعني أن تبحث عنه بلا
انقطاع..والحقّ أن من لا يشبع من الشوق إلى الله فهوَّ الذي يعرف
الله..فالله هوَّ من يُبحث عنه أبدا))




عموماً وباختصار:


إن لاهوت الخبرة – أي علاقتنا مع الله الحي – هوَّ الذي يُعلّم الموقف الصحيح الذي يجب أن يقفه كل لاهوتي أي كل من يؤمن إيمان حقيقي؛ فإننا لا
نتفلسف ونُصيغ عبارات ونضع قوانين وإنما نتحول أي نتغير، وهذا التحول أي
التغيير الدائم يكون لصورة الله، أي التشبع بشخص الكلمة حتى نصير معهُ
واحداً: "نتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح"
(حسب قول القديس بولس الرسول)




وفي هذا التحول المستمرّ الدائم، يُشاهد الإنسان بعقل مستنير بنور الحق
الإلهي: الثالوث القدوس الواحد الوحيد الله محب البشرّ، أي يرى الله ثالوث
وأيضاً يراه الله الواحد في أنٍ معاً، هذا الذي من شأنه أن يبقى خفياً في
تجليه لذاته !!




وهذه الخبرة اللاهوتية لا تُمارس إلا بالصلاة التأملية الرؤيوية التي هيَّ ثمرة الإيمان والمحبة!!


إلاَّ أنها أي الصلاة، تُغذي بدورها هاتين الفضيلتين وتقوياهما، وبالتالي تزداد الصلاة كمالاً، حتى تُصبح النفس أقرب إلى الله.




لكن هذا الأمر لا يتمّ بفعل جُهد الإنسان، بلّ بفعل الروح القدس، الذي يُحوّل النفس المؤمنة من الداخل، وهيَّ بدورها تطيع عمل الروح القدس بمساهمة حُرة ومسئوله.




والكل ( في الكنيسة من اصغر صغير لأكبر كبير فيها ) يشترك في هدف واحد هوَّ الامتلاء من الله والاتحاد به،
عن طريق الصلاة التي لا يُمكن لغيرها أن يُهيئ قلب ووجدان الإنسان
لاستقبال شخص الله الكلمة، والصلاة بعمقها هذا تبقى مرتبطة بالحياة
والعمل، وليست تهرباً من الواقع والمسئولية فهيَّ إذ توحدنا بالله، تجعلنا
أكثر قدرة على محبة جميع الناس مهما كانوا وأينما كانوا ، وأكثر قدرة على
العمل وبناء المجتمع برؤية ومحبة عميقة ..


هذا هوَّ عمق الإيمان العقائدي، الذي يضع مسئولية على عاتق كل مسيحي إذ
ينبغي أن يكون ذاك الوجه الذي يظهر به الله اليوم لبني جيلنا هذا..



_____________

(1)
طبعاً الدراسة مهمة للذين وهبهم الله حب الدراسة ولكن من المهم هوَّ أن لا
تكون الدراسة مجرده من الإيمان العامل بالمحبة وعمل الله وإشراق النعمة
على القلب والفكر، فمباركة هي الدراسة التي تُمزج بالإيمان ومحبة الرب من
كل القلب والفكر والوجدان
فالمصطلح اللاهوتي لن يبقى حبيس العقل بل سيتحول لقوة نور إلهي يفتح
البصيرة ويقوي النفس ويُشعل الحب ليس فقط للإنسان الدارس بل لكل من يرى
فيه نور النعمة
..


(2)
وطبعاً المقصود هوَّ أننا نصير مع الله واحد وليس تحول جوهرنا الإنساني
إلى جوهر الله أو تحول طبيعة الله إلى طبيعتنا. والله أعطانا طريقة
الاتحاد به وهوَّ من خلال أروع سرّ أعطاه لنا هو سرّ الإفخارستيا وسرّ
الكلمة.













[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: الجانب التطبيقي للإيمان في حياتنا - مقدمة (1)   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 1:38 pm



الجانب التطبيقي للإيمان في حياتنا - مقدمة (1)

مقدمـــــــــــــــة

أولا: تمهيد


إن الإيمان ، بالنسبة للكتاب المقدس ، هوَّ مركز الحياة الروحية ، أي الحياة مع الله، وعلى الإنسان أن يتجاوب بالإيمان والطاعة[1]
مع قصد الله الذي يحققه خلال الزمان . فعلى منوال إبراهيم " أب كل
المؤمنين" (رو4: 11) قد عاشت شخصيات مثالية في العهد القديم ثمَّ ماتوا في
الإيمان الذي " يُتممه يسوع حتى الكمال"
(عب12: 2) ، وتلاميذ الرب يسوع المسيح هم " الذين آمنوا به" (أع2: 44)، و" الذين يؤمنون (أيضاً)" (1تس1: 7):


"و أما
الإيمان فهو الثقة بما يرجى و الإيقان بأمور لا ترى. فانه في هذا شهدا
للقدماء. ... بالإيمان نقل أخنوخ لكي لا يرى الموت و لم يوجد لان الله
نقله إذ قبل نقله شهد له بأنه قد أرضى الله[2]. و لكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه ... بالإيمان إبراهيم لما دعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثا فخرج و هو لا يعلم إلى أين يأتي.
... بالإيمان سارة نفسها أيضا أخذت قدرة على إنشاء نسل و بعد وقت السن
ولدت إذ حسبت الذي وعد صادقا.... بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن
ابنة فرعون. مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية. حاسبا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر ... لأنه تشدد كأنه يرى من لا يرى... فهؤلاء كلهم مشهودا لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد. إذ سبق الله فنظر لنا شيئا أفضل لكي لا يكملوا بدوننا." (عب11)



عموماً، نجد أن أصل الكلمة في اللغة العبرية في العهد القديم، يميل إلى العامل الأدبي الأخلاقي دون العقلي كهبة تُمنح للإنسان للثبوت في المواقف مع الله.

أما في اللغة اليونانية في العهد الجديد فتميل الكلمة بالأكثرّ إلى عامل المعرفة للتقرب إلى الله عن طريق الحق .. لذلك نجد كلمة (يؤمن) في العهد الجديد وبالأخص في إنجيل القديس يوحنا الرسول تُفيد التصديق : " يا امرأة صدقيني"، ولكن الصفة الغالبة للإيمان في العهد الجديد هيَّ الثقة الشخصية القائمة على التصديق: " أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي " (يو14: 1)

فالإيمان باللغة الآرامية (لغة القديس يوحنا) تعني الثبوت (Firmness)، لأن قاعدة الثبوت الجوهرية أو " الثبوت الحق " هوَّ الله ، في الأدب العبري . فالذي
يؤمن بالله يعني الذي يثبُت في الله أو يشترك في ثبوته ، كما في الصخرّ ،
فالله "صخرّ الدهور" (إش26: 4) ، أي الثابت على مر الأيام..


والرب يقصد أن يقول هُنا: أنتم
تؤمنون بالله، هذا جيد جداً، وأنا أترككم لأذهب إلى الله، الذي هوَّ أبي،
وهوَّ الآب (أبوكم). فإن كنتم تؤمنون بالله حقاً، وهذا صحيح وواجب،
فإيمانكم بالله فيه الكفاية ليجعلكم تؤمنون بي.
إذن، فاربطوا ثقتكم ورجائكم بما هوَّ فوق.[3]


عموماً تأتي اللفظة في أصلها العبري بمعنى الثقة والرجاء معاً ، وهما الصفتان اللتان أخذ بها القديس بولس الرسول في قوله " الإيمان هوَّ الثقة بما يُرجى والإيقان بأمورٍ لا تُرى." (عب11: 1)

وفي العهد الجديد تأخذ كلمة الإيمان معنى التصديق واليقين والثقة..
ونجد
أن اللفظة اليونانية المتعلقة بمجال المعرفة هيَّ الغالبة بوضوح. ودراسة
المفردات اللغوية توحي من أول الأمر، بأن للإيمان – حسب الكتاب المقدس –
قطبين:


القطب الأول:
الثقة التي تتجه نحو شخص "أمين"، وتلزم الإنسان بكليته.ومن جهة أخرى، مسعى
العقل الذي تُتيح له كلمة أو بعض العلامات، بلوغ حقائق لا يُعاينها
بالعيان الخارجي: "وأما الإيمان فهوَّ الثقة...والإيقان بأمورٍ لا تُرى"
(عب11: 1)


القطب الثاني: يرتكز على ركيزتين؛
الأولى: حرية الفكر والضمير من أي تأثير أو خوف أو استعباد؛
والثانية: اليقظة الروحية تجاه خداع الذات التي تتدخل لمصلحتها فتفسد الانحياز للحق.


باختصار معاني الإيمان في الكتاب المقدس تنحصر في أربعة معانٍ أساسية وهيًّ كالآتي: ثقة ، أمانة ، آمين ، (تصديق) حقيقة (حق)

ويلزمنا أن نؤكد، قبلما نخوض في الموضوع ونشرح ونتعمق في هذه الألفاظ، أن الإيمان ليس هوَّ شعوراً أو إحساساً أو عاطفة.

+ وليس هوَّ دعوة مبهمة عمياء نحو أشياء غامضة.
+ وليس هوَّ إرغام النفس للشعور بوجود الله والأشياء غير المنظورة.
+ وليس هوَّ احتيالاً على العقل للاقتناع بالخلاص والتبرير والفداء.
+ وليس هوَّ انفعالاً داخلياً مصطنعاً لإراحة النفس من جهة ما هوَّ غير مُدرك بالحواس.
+ كذلك ليس هوَّ صادمه للشكوك التي تحوم حول المواضيع التي لا يقبلها العقل المادي بسهولة.
+
وليس الإيمان شيئاً شخصياً يحتفظ به الإنسان لنفسه، ويتعذر أن يتشارك
الجميع في تفاصيله الدقيقة. وهوَّ أيضاً ليس رأيٍ خاص (رأيي ورأيك).

+ وليس هوَّ إقناعاً عقلياً وليد التحليل والقياس والمقارنة.
+ وكذلك ليس هوَّ ثمرة البراهين العلمية.

+ فالإيمان هوَّ (في حقيقته) هوَّ تصديق العقل للحقائق الإيمانية في قبول وطاعة ورضا كامل.

+ الإيمان بالله هوَّ قبول معرفته على أساس الحقائق التي أعلنها هوَّ عن ذاته وبنفس كلماته واصطلاحاته.

+الإيمان هوَّ عملية طاعة – في الأساس – طاعة
الله ، طاعة ظاهرة في تنفيذ وصاياه، والبعد عن حياة الشرّ والفساد،
والجهاد بالنعمة ضد الخطية وكل ما يبعدني عن الله وحياة التقوى، والشهادة
لعمل الله بأعمال صالحة مقدسة نابعة من الإيمان والطاعة
…(لا إيمان بدون طاعة ولا طاعة بدون إيمان)


+ ومعرفتنا بالله ستظل ناقصة إلى أن نعرفه كما هوَّ في ذاته (طبعاً بمجيئه الثاني)

+ إذن فالإيمان الحي هوَّ إدراك الله في ذاته وفينا بالروح القدس،
والإيمان والثقة في مواعيده هوَّ الإيمان به.[4]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: الثقة - الجانب التطبيقي للإيمان في حياتنا (2)   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 1:39 pm

تابع الجانب التطبيقي للإيمان في حياتنا



ثانياً: شرح معاني كلمة الإيمان

1- الثقـــــــــة

مقدمــــــة:




تأتي الثقة في اللغة العبرية بمعنى شيء معتمد يستطيع الإنسان الاستناد إليه:



To trust, be confidante = المؤتمن على الأسرار (בָטָח)

Παρρησίαν = confidence = ثقة، إيمان، سرّ

Sure = ثابت، راسخ، قوي، لا ريب فيه



وأيضاً تأتي بمعنى ملاذ يحتمي فيه:

Make refuge = يصنع ملجأ/ مأمن/ ملاذ/ مأوى (חָסָה)

To confide in = يتعهد به، يثق به، يأتمنه على أسراره، يفضى بما في داخله

Have hope = عنده أمل، كله رجاء



وتأتي في اليونانية بمعنى يأتمن، يستأمن:

Πιστεύω = have faith = عنده ولاء/ ثقة تامة

Πιστεύεσθαι ύπό τινος = to enjoy his confidence = ليستمتع بثقته

وأيضاً بمعنى= يُقنع بـ = to convince، يؤكد، يقنع، يُثبت assure/ believe





على العموم المعنى يأتي في العبرية وتوضحه اليونانية كالآتي:

إن
الإنسان يضع حياته برمتها ، بثبات ورسوخ قوي ، في ملجأ آمن ، وكله رجاء
وأمل وثقه تامة في هذا الملجأ والمأمن ، الذي ائتمنه على حياته وأسراره ،
وعنده ولاء تام لهُ.




وهذه الثقة هيَّ التي تجعله
يواجه القلق، فلا يشك ويثبت رغم التجارب ، ولا يفقد الأمل – مطلقاً – في
بلوغ هدفه ، رغم الصعاب والمحن والضيقات التي يواجهها في عالم الشقاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
بنت الملك
Admin
بنت الملك


المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 36
الموقع : https://ava-moussa-el-aswad.yoo7.com/

فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Empty
مُساهمةموضوع: الثقة والإيمان بالله - تابع الجانب التطبيقي للإيمان في حياتنا (3)   فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 1:40 pm




الثقة والإيمـــان بالله




نؤمن بالله ، وهذا يعني أننا نؤمن أنه قادر على كل شيء ، وأنه حكيم، وأنه عادل، وأنه رحيم ، وأنه محب. والإيمان بالله يستلزم أن نثق بكل صفة من هذه الصفات ونعمل بها في حياتنا. والإيمان ليس ضرورة تعسفية لإرضاء سلطان الله، ولكنه هوَّ سرّ سعادة كل من يؤمن بمسرة وعن رضا.



وإن كان الله حتمّ الإيمان على البشر ، فذلك بدافع أهم صفة من صفاتهوهيَّ المحبة
، لأنه إذ يحب الإنسان كخليقة ممتازة عنده ، لذلك يدعو البشرية في إصرار
المحبة أن تؤمن به حتى تسعد بوجوده وحضوره ، وتكمل القصد المبارك الذي
خلقها من أجله . فالله خلق الإنسان
ليسعد بصفات الله التي كلها خير وصلاح .








وواضح الآن كل الوضوح أنه لما انحصر الإيمان وضعف في قلوب الشعوب ، بدأت تكثر أحزان الإنسان ، وبدأ شبح الحرمان والمجاعات والحروب والدمار يزحف على المسكونة كلها . وسوف يتأكد العالم كله ، في لحظة ما ، أنه من المستحيل أن يسعد الإنسان بدون الله .



إن المسألة مطروحة منذ البدء، والله يعطي الجواب:

فإذ يُحذر الله الإنسان من الأكل من ثمرة شجرة المعرفة ، ويدعوه إلى أن يضع ثقته فيه وحده ، في كل ما يتعلَّق بالتمييز بين الخير والشرّ:"وأما شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها.." (تك2: 17)



فالإيمان بالكلمة الإلهية معناه أن نختار بين حكمتين ، فنضع الثقة في حكمة الله ، ونبتعد عن الاعتماد على حكمتنا الشخصية الذاتية :" توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد" (أم3: 5)







ومعنى الإيمان أيضاً الثقة بقدرة الخالق ضابط الكل ، وبعنايته ، لأن كل ما في السماء وعلى الأرض هوَّ من صنع يديه : " في البدء خلق الله السماوات والأرض " (تك1: 1)، " إن إلهنا في السماء كلما شاء صنع...أنتم مباركون للرب الصانع السماوات والأرض" (مز115: 3و15)



ونقول في قانون الإيمان (( نؤمن بإلهٍ واحد...خالق السماوات والأرض، ما يُرى وما لا يُرى ))



ومن ثْمَّ فليس للإنسان أن يخشى شيئاً من المخلوقات ، فنحن يجب أن نؤمن ، بادئ ذي بدء ، بقدرة الله على كل شيء ، لأن الله هوَّ هكذا بالفعل ، وحتى لا ترعبنا قوى الطبيعة كأنها ذات السلطان الأعظم علينا من جهة حياتنا وأمننا وسلامنا.







فالإنسان الذي يؤمن بتفوق الله على قوى الطبيعة يرتاح جداً ، وخصوصاً إذا واجه شدتها عياناً أو اطلع على جبروتها الذي تعلّنه في أماكن عديدة من العالم ،
فالزلازل المخربة والبراكين والعواصف العاتية والفيضانات المخيفة والأوبئة
الفتاكة لا يُمكن أن تُنزل الرعب في قلب إنسان يؤمن بتفوق الله على قوى
الطبيعة ، لهذا فهوَّ في أوج ثورتها
لا يرتاع ، عالماً
بأن الله ضابط لجميع قواها في مسار لا تتعداه ، وأنه يضبطها بحكمة ليقودها
حسب مشيئته المعينة والقصد المبارك الذي خلقها من أجله

. ومهما ظهرت آثارها المخربة ، فالغاية التي تستقرّ عليها بعد ثورتها تحمل
حتماً توجيهاً جديداً للساكنين على الأرض للارتقاء إلى حالة أفضل .








وحينما نؤمن بقدرة الله الكلية وحكمته التي تُسَّير أمور العالم كله ، نطمئن أنه لو أصاب العالم ضرر ما وأصابنا جزء منه ، فالخير
الذي سيتمخض عن هذا الضرر كفيل بأن يوازن الخسارة بل ويزيد بالقدر الذي
يكون فيه ارتقاء وإسعاد ملايين عبر الدهور عوض خسارة ألوف في زمن محدود
.




" و الآن يا أخوتي بما إنكم انتم شيوخ في شعب الله و بكم نفوسهم منوطة فانهضوا قلوبهم بكلامكم حتى يذكروا إن آباءنا إنما ورد عليهم البلاء ليمتحنوا هل يعبدون إلههم بالحق . فينبغي لهم أن يذكروا كيف امتحن أبونا إبراهيم و بعد أن جرب بشدائد كثيرة صار خليلا لله . و هكذا اسحق و هكذا يعقوب و هكذا موسى و جميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة و بقوا على أمانتهم . فأما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب بل ابدوا جزعهم و عاد تذمرهم على الرب. فاستأصلهم المستأصل و هلكوا بالحيات. و أما نحن الآن فلا نجزع لما نقاسيه . بل لنحسب إن هذه العقوبات هي دون خطايانا و نعتقد أن ضربات الرب التي نؤدب بها كالعبيد إنما هي للإصلاح لا للإهلاك." ( يهوديت8 : 21-27 )

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.l7n-elsamaa.com
 
فهرس موضوع الإيمان - كحياة وخبره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شرح قانون الإيمان
» سلسة كيف ابدا مع المسيح ؟
» موضوع: ترانيم العدرا جميلة اوى اوى
» صلوات القسمة
» +- 10 نصائح لقارئ الكتاب المقدس -+-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ava-moussa-El-aswad :: -----====((((المنتدى العام والثقافى))))====----- :: المنتدى العام-
انتقل الى: