ava-moussa-El-aswad
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات افا موسى الاسود ترانيم-افلام-قصص-معجزات عظات-روحانيات-سير قديسين قسم خاص للبابا شنودة قسم خاص للبابا كيرلس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 : مَنْ يحتضن مَنْ ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ماجد بشرى




المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 10/12/2009

: مَنْ يحتضن مَنْ ؟ Empty
مُساهمةموضوع: : مَنْ يحتضن مَنْ ؟   : مَنْ يحتضن مَنْ ؟ Emptyالأربعاء يناير 06, 2010 12:00 am

كان يحيى طفلا صغيرا جميلا ، له من العمر تسع سنوات ، يهوى اللعب مع أصدقاءه من أطفال مدرسة المحبة الابتدائية الذي ينتسب اليها طالبا في المرحلة الثالثة الابتدائية.

وكان هناك تمثالا صغيرا للمسيح يسوع وهو مثبت بمسامير على صليب من الخشب، معلقاً على جدار القاعة الصغيرة التي يدرس فيها.

وكلما كان يجلس في مقعده الدراسي الصغير ، كان يدمن النظر الى تمثال ذلك الرجل العاري المثقوب اليدين والقدمين بمسامير دقت على خشبة مصلوبا أمامه .

ونتيجة لوجوده أمامه منذ بداية العام الدراسي الى نهايته ، فقد تعود في بداية فصل الشتاء بجلب شال صوف جميل لوالدته يلفه بلطف ومحبة فوق جسد يسوع العاري ، ويتركه هكذا أيام الشتاء كلها .

وعندما يأتي الربيع يرفع يحيى شال الصوف من جسد تمثال يسوع ويعيده الى والدته .

وعندما تسأله معلمته لماذا تفعل ذلك يا يحيى؟

يجيبها وعينيه ترنو الى المصلوب : عندما أُحس بالبرد تدفئني أمي بالقاء غطاء فراشي الصوفي فوق جسدي ، فأشعر بحرارة حلوة ودفء يسري في عظامي .

فمن لهذا الرجل العاري دائما ان يدفئه من برد الشتاء الشديد ، وخاصة انه ليس باستطاعته أن يلف جسده بأي غطاء كان ، وأن يتدثر في فراش دافئ مثلما افعل أنا .

فهو لا يستطيع أن يتحرك من مكانه لأن جسده قد ثُبتَ مسمراً على خشبة بمسامير مرعبة.

وعندما أراه عاريا أُحس ببرد عظامه ، وأتمنى أن أُلقي عليه بغطاء دافئ ، مثلما تفعل أمي معي .

وعندما ألفه بذلك الشال الصوفي الصغير أُحس باني نجحت في تدفئته ولو قليلا .

أرجوكم لا تضحكوا علي فعملي لا يسبب لكم أدنى أذى ، ولا يسبب للتمثال أية مضرة .

وكانت معلمة يحيى تشعر بحنان بالغ نحوه بعد كلماته هذه .

وكبر يحيى . وتخرج من جامعته مخرجا مسرحيا كبيرا تدوي لأعماله المسارح بالتصفيق .

ونسيَّ ما كان يفعله وهو صغير . وعدَّه هو نفسه عملا من أعمال طفولته التي لا تتفق مع علم المنطق والعقل . انها مجرد عاطفة بريئة لطفل صغير واسع المخيلة .

وتزوج يحيى من امرأة رائعة وأنجب صبي حلو وبنتاً أحلى .


وفي ليلة من ليالي عرض إحدى مسرحياته . ازدحم مسرح العاصمة الرئيس برواده ، والاضاءة الموجهة نحو الممثلين المتواجدين فوق خشبته كانت من الشدة ، حيث شعر جميع الممثلون بالحر الشديد والاختناق .

ونتيجة لهذه الحرارة العالية والمؤثرة بدورها على درجة حرارة الأسلاك الممتدة بكثافة تحت أرضية المسرح ، انبعثت شرارة ، دون أن ينتبه أحد ، من مكان ما تحت تلك الأرضية . وتحولت تلك الشرارة بعد ثواني الى لهيب نار امتد الى الخشب والكراسي والحبال المتدلية من سقف المسرح الى خشبته ، إضافة الى احتراق جميع قطع الديكور الخشبية التي تحولت في غمظة عين الى حطب .

وتدافع لهيب النار مجتاحا كل شيء … كل شيء .

واحترقت أجساد أغلب الحضور نظرا لإزدحام المكان أولا ، ولغلق أبوابه منذ بداية العرض ثانيا .

كان يحيى خارج المسرح في تلك اللحظة ، فاندفع كالمجنون محاولا الدخول الى الصالة باحثا عن أفراد عائلته الصغيرة ، فمنعه لهيب النار المندفع من باب قاعة المسرح الرئيس . لقد عجز عن رؤية شيء .

كان الجميع يندفعون خارج القاعة يتراكضون والصراخ يصم ألاذان .

كانوا اشبه ما يكونوا بمشاعل تقذف ذات اليمين وذات الشمال ، هذا يسقط جدار عليه ويحرقه ، وذاك يتعب جسده من الجري فيسقط كومة من رماد .

لم يكن بمقدور يحيى أن يدخل ليعثر على أفراد عائلته الثلاثة فسقط راكعا خارج المسرح ، أو ما تبقى منه ينتحب بحزن وألم يقطع نياط القلوب .

ومرت ساعات على هذه الأحداث ، وبعد أن هدأت النار قليلا دخل الى مسرح العرض وبدى أمامه مشهداً مهولاً ، فكل ما كان داخل مبنى المسرح قد تحول الى عدم . أخذ يقلب هذه الخشبة ، أو ما تبقى منها ، ويحرك بقايا عمود تحول من لونه الوردي الى اللون الأسود .

وبعد تحريكه لجزء من ديكور مهدم ورفعه انتبه الى حركة جسد تحت غطاء ، رفع الغطاء بسحبة واحدة فتمزق جزء كبير منه من شدة الحرارة ، كان تحته متدثرين به أفراد عائلته الصغيرة الثلاثة .

أما بقايا الغطاء الممزق فهو بقايا ستائر المسرح السميكة جدا والجميلة التي كانت تتدلى من سقف المسرح الى أرضيته مزينة برسم الصليب .

ولكن لم يبقى منها الا خطوط واهية من بقايا رسم الصليب وكلمات تضيء أسفلها تقول :

"يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم والى الأبد
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
: مَنْ يحتضن مَنْ ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ava-moussa-El-aswad :: -----====((((المنتدى العام والثقافى))))====----- :: المنتدى العام-
انتقل الى: